'الاستئناف' تضم حضانة الأبناء إلى أمهم رغم زواجها من آخر

•السواعي لـ”السياسة”: حكْمٌ نادر في القضاء الجعفري قدّم مصلحة الأولاد فوق كل اعتبار

أيدت محكمة الاستئناف حكمًا أصدرته محكمة أسرة “جعفري”، يقضي بإسقاط حضانة الأب لثلاثة من أبنائه وضمهم إلى والدتهم المتزوجة من رجل آخر، بعد أن ثبتت للمحكمة عدم أمانة الأب وسوء معاملته للأبناء وامتناعه عن تنفيذ أحكام الرؤية.

وتتلخص وقائع الدعوى، وفق ما ورد في أوراقها، في أن المحامي خالد حسين السواعي، وكيل الأم، أقام الدعوى نيابة عن موكلته أمام دائرة الأسرة الجعفرية، مطالبًا بإسقاط حضانة الأب عن الأبناء بعد أن تبيّن من إفادات مركز الرؤية امتناع الأب المتكرر عن تنفيذ الحكم المقرر لرؤية الأم لأبنائها، بالإضافة إلى شكاوى جزائية تثبت إساءة معاملته لهم وتقصيره في تربيتهم.

وأظهرت حيثيات الحكم اعتراف الجد للأب بأن الأبناء يقيمون معه وتخلّفهم أكثر من مرة عن مواعيد الرؤية، إضافة إلى ثبوت سوء المعاملة النفسية والتربوية من الأب تجاه الأبناء.

وأكدت المحكمة أن الأب فقد شرط الأمانة والصلاحية للحضانة، وهو ما استوجب إسقاطها عنه وضم الأبناء إلى والدتهم، رغم زواجها من آخر، معتبرة أن مصلحة الأبناء هي الأساس الذي تُبنى عليه الأحكام الأسرية، دون تقيد بالأعراف السائدة.

وأشارت المحكمة في منطوق حكمها إلى أن تغليب مصلحة الأبناء وسلامتهم النفسية والتربوية مقدّم على الاعتبارات الشكلية أو الوضع الاجتماعي للأبوين، مؤكدة أن الأبناء بحاجة ماسة إلى حنان والدتهم واستقرارها الأسري.

من جانبه، قال المحامي السواعي لـ”السياسة” إن الحكم يمثل انتصارًا للعدالة ومبدأ الإنسانية في قضايا الأسرة، موضحًا أن “المحكمة قدّمت مصلحة الأبناء فوق كل اعتبار، وأثبتت أن الزواج من آخر لا يمنع الأم من استحقاق الحضانة إذا توافرت الأمانة والرعاية”.

وأكد أن الحكم يعدّ في سابقة قضائية نادرة هي الأولى من نوعها أمام محاكم الأسرة الجعفرية.