'خطبة-الجمعة':-احذروا-استغلال-السفهاء-لكم-في-نشر-الإشاعات-المغرضة-وبث-الفتنة-العمياء-وشق-الصف

'خطبة الجمعة': احذروا استغلال السفهاء لكم في نشر الإشاعات المغرضة وبث الفتنة العمياء وشق الصف

في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى التحذير من خطر الشائعات على وحدة الصف، والدعوة إلى التصدي للأخبار التي تعجّ بها وسائل التواصل الاجتماعي، قالت وزارة الشؤون الإسلامية إننا نعيش في عالمٍ لم تَعُد فيه الفتنةُ تقتصر على بقعةٍ بمفردها، إذ صارت الكلمةُ تبلغ الآفاقَ في لحظة، ورُبَّ تغريدةٍ تُحدث فتنةً عمياء”.

جاء ذلك في خطبة الجمعة الموزعة على الأئمة والخطباء وتذاع غدا، وتساءلت فيها “أيُّ عيبٍ في المرء أقبح من الكذب؟ وأيُّ ذنبٍ فيه أشنع من ترويج الإشاعات؟”.

وفيما يلي أبرز ما جاء في الخطبة التي حصلت عليها “السياسة”:

نهى الله الإنسان عن الخوض فيما لا علم له به، وعن التعرض لما لا يعنيه أو يجرُّ الأذى إليه، وإن من علامات الطيش وقلة العقل والحرمان، وضعف الفطنة والحكمة في الإنسان: أن يُطلق لسانه في كل جليل وحقير، وفي كل صغير وكبير، يُحدّث بلا تروٍّ ولا تثبّت، ويرسل الأخبار على عواهنها بلا تحقّق، ويخوض في أعراض الناس بلا وجلٍ ولا تمحيص؛ وهذا كله من علامات النفاق المخيف التي حذّر منها الشرع الحنيف.

وحريٌّ بمن ينقل كل ما يسمعه أن يدخل في زمرة الكاذبين، وأيُّ عيبٍ في المرء أقبح من الكذب؟ وأيُّ ذنبٍ فيه أشنع من ترويج الإشاعات، لإفساد الأفراد، والفتك بالمجتمعات، والتحريض على الفتنة، والتحريش بين الناس؟ وهذا من سبيل أهل النار عياذًا بالله.

إن أخطر ما في الإنسان هو جارحة اللسان؛ إذ به تستقيم الأعضاء أو تعوج، وبه يُكرم المرء أو يُهان، وهو من أكثر ما يُدخل الناس النار، ويجلب عليهم سخط الجبّار؛ ومن هنا أمر الشرع المطهّر بحفظ اللسان، وحذّر من إطلاق العنان له، لئلّا يسلك بصاحبه سُوء المسالك، ويورده شرّ المهالك.

ولا ينحصر هذا الخطر العظيم باللسان فحسب، بل يتحمّل الإنسان ما يخطّه البنان، وما ترتكبه سائر الجوارح والأركان؛ فمن يكتب فهو مسؤول عن كتابته خيرًا أو شرًّا، في الصحف أو المجلات أو وسائل التواصل، فإن من الناس من يستهين بنقل الأحاديث الكاذبة، والقصص والحكايات النادرة، والأخبار المرسلة بغير دليل ولا تثبّت، فيروّجون للباطل والكذب من حيث يشعرون أو لا يشعرون، وما دروا أن مثل هذه الأباطيل والأضاليل تنتشر انتشار الضوء في الآفاق بضغطة زرٍّ أو لمسة إصبع، وقد توعّد الشرع من فعل ذلك بالعقاب الأليم.

ولسنا بمنأى عن المسؤولية عن أنفسنا وأعضائنا وجوارحنا، فنحن مسؤولون عن جوارحنا وما يصدر منها؛ فالعين مسؤولة عما تنظر، والأذن تُسأل عمّا تسمع، واللسان مسؤول عن كل كلمة ينطق بها.

اتّقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، وتمسّكوا بدينكم، واشكروه على نعمة الإسلام، واحذروا النزاع والشقاق والخصام. واعلموا – أيها المسلمون – أن كل ما يؤدي إلى ائتلاف القلوب ومودّتها، واجتماع النفوس وتآلفها ومحبّتها، مطلبٌ شرعيٌّ ومقصدٌ ضروريٌّ، كما أن كل ما يسبّب تباعد القلوب وتنافرها، واختلاف الكلمة وتفرّقها، وشق الصفوف وتمزّقها، أمرٌ محرّم في دين الله جلّ في علاه.

فالواجب على كل فردٍ منّا أن يُغذّي ما يزيد في المحبة والإخاء، ويجمع الشعوب على كلمةٍ سواء، وألّا يخوض المرء في أمورٍ لا تعنيه، وحقائق قد تغيب عن عقله وناظريه.

وعلى المرء ألا يستغلّه السفهاء والأعداء؛ فيكون مطيّةً لنشر أضاليلهم، ومعبرًا لنقل أباطيلهم، ومعولَ هدمٍ وتفتيت، وأداة إشاعاتٍ مغرضة وتشتيت؛ فنحن نعيش في عالمٍ لم تَعُد فيه الفتنة تقتصر على بقعةٍ بمفردها، ولا الكلمة أو الرسالة تتوقف على صاحبها أو في أماكن محدودة، بل صارت الكلمة تبلغ الآفاق في لحظة أو لحظات معدودة، فرُبَّ تغريدةٍ تُحدث فتنةً عمياء، أو مقطعٍ يبعث جاهليةً جهلاء، ورُبَّ كلمةٍ تحمي شعبًا وأمةً من عظيم خطر، ورُبَّ كلمةٍ تُشعل فتنةً شعواء لا تبقي ولا تذر.

فكن أداة إصلاح وتأليف بين القلوب، ولا تكن وسيلة تخريب وإفساد بين الشعوب. ولنَتّقِ الله في أنفسنا وألسنتنا، وفي رسائلنا وتغريداتنا وكتاباتنا؛ ففي التقوى خيرٌ كثير، وفي الخوض في الفتنة شرٌّ مستطير.

الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *