كويستينن لـ'السياسة': إعفاء الكويتيين من 'شنغن' أحد أهدافي
سفيرة الاتحاد الأوروبي آن كويستينن
الجولة الثانية من “الحوار الأمني الإقليمي رفيع المستوى الأوروبي-الخليجي” تُعقَد في بروكسل قبل نهاية العام
- العلاقات بين الاتحاد والكويت ممتازة فبينهما صداقة قوية وطويلة الأمد تستند إلى قيم مشتركة
- الكويت شريك وثيق وموثوق في نظر أوروبا وهناك إمكانات هائلة لتطوير علاقاتنا
- الاتحاد ثاني أكبر شريك تجاري للكويت إلا أنه لا يزال بإمكاننا فعل المزيد
- جدول أعمال الاجتماع الوزاري الأوروبي الخليجي في الكويت في أكتوبر لا يزال قيد الإعداد
- الكويت تلعب دوراً رئيسياً في دفع شراكتنا الستراتيجية قُدمًا استناداً إلى القمة الأولى في بروكسل
- تقدم ملحوظ للتعاون في مجالات الانتقال الأخضر والطاقة المتجددة ومشاريع الطاقة الشمسية
- الاتحاد مستعد لدعم تحقيق “رؤية الكويت 2035” وتوحيد جهودنا نحو اقتصاد أكثر تنوعاً
- اهتمام متزايد بتعزيز التعاون بيننا في مجالات الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي
فارس غالب
أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي آن كويستينن أن العلاقات بين الكويت والاتحاد الأوروبي شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة.
وأشارت كويستينن في لقاء مع “السياسة” إلى عمق هذه العلاقات، ولفتت إلى الإمكانات الكبيرة لتطوير التعاون الثنائي في عدد من الملفات الستراتيجية، أبرزها الطاقة المتجددة، الابتكار الرقمي، الأمن البحري، موضحة أن هدف المرحلة المقبلة هو تحويل هذه الرؤى إلى مبادرات واقعية تثمر عن تعاون ملموس يخدم الطرفين.
وقالت: إننا نستعد لعقد سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى خلال الفترة المقبلة، في إطار تعزيز الشراكة الستراتيجية بين الاتحاد والخليج. وشددت على أهمية الاجتماع الوزاري التاسع والعشرين المرتقب بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي الذي سيُعقد في الكويت في أكتوبر المقبل، مشيرة إلى أنه يشمل قضايا تعكس الأولويات الإقليمية والسياق الجيوسياسي الأوسع.
وتطرقت كذلك إلى الدور المهم الذي يلعبه الاتحاد الأوروبي في تسهيل التأشيرات للمواطنين الكويتيين، والجهود المبذولة لتحقيق الإعفاء الكامل من تأشيرة “شنغن”، انطلاقًا من العلاقات الخاصة والمتميزة بين الطرفين، إضافة إلى دعم برامج التعليم والتبادل الأكاديمي للطلبة الكويتيين، وتعزيز الشراكات الثقافية والفنية.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
العلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي والكويت ممتازة. فنحن نتمتع بصداقة قوية وطويلة الأمد تستند إلى قيم مشتركة، وتُعد الكويت شريكاً وثيقاً وموثوقاً في نظر أوروبا. وهناك إمكانات هائلة لتطوير علاقاتنا، فهناك الكثير الذي يمكننا إنجازه معاً على الصعيدين الثنائي والإقليمي. ينظر الاتحاد الأوروبي إلى الكويت كشريك لديه نفس الرؤية لقضايا المنطقة ولا سيما فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية والدعوة إلى السلام والديبلوماسية. ويُعد الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري للكويت، إلا أنه لا يزال بإمكاننا فعل المزيد، وهدفي هو تحويل هذه الأقوال إلى أفعال ملموسة
يزور عشرات الآلاف من الكويتيين أوروبا سنويًا، واعترافًا بهذه العلاقة الخاصة، قام الاتحاد الأوروبي في عام 2023 بتطبيق قواعد تأشيرة شنغن الأكثر تيسيرا للمواطنين الكويتيين حيث تتيح منحهم تأشيرات دخول متعددة وصالحة لمدة تصل إلى خمس سنوات ويظل تحقيق الإعفاء من التأشيرة للكويتيين أحد أهدافي الأساسية.
يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز شراكاته الاقتصادية والتجارية مع دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك الكويت. وخلال القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون العام الماضي، أكد قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد والدول الست الأعضاء في المجلس على اهتمامهم المشترك بإقامة علاقات تجارية واستثمارية مزدهرة ومثمرة للطرفين، يتم تطويرها من خلال أطر متعددة الأطراف بحسب ما تقتضيه الحاجة.
وفي هذا الإطار، افتتح الاتحاد الأوروبي العام الماضي غرفة التجارة الأوروبية في الخليج، ومقرها الرياض. وتُعد هذه الغرفة منصة لتعزيز التعاون التجاري والترويج للاستثمار والتبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، بما في ذلك الكويت. ومن المرتقب أن تستضيف الكويت في وقت لاحق من هذا العام منتدى الأعمال بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون، والذي من شأنه أن يُتيح للشركات الكويتية فرصة بناء شبكات تعاون مع نظيراتها الأوروبية.
شهد التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك الكويت، تطوراً ملحوظاً وتوسعاً في مجالات عدة تشمل الاقتصاد، والسياسة، والأمن. ويدرك الطرفان الأهمية الستراتيجية للتعاون من أجل مواجهة التحديات المشتركة، مثل التجارة، واستدامة الطاقة، والاستقرار الإقليمي، والمخاوف الأمنية.
أما على صعيد الأمن والتعاون الاستخباراتي، فقد أبدى الطرفان اهتماماً مشتركاً بتعزيز الشراكة، مدفوعين برغبة في ضمان الاستقرار الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، والتصدي للتحديات العابرة للحدود مثل الجريمة السيبرانية، وانتشار الأسلحة، والاتجار بالبشر. وقد أُطلقت عدة مبادرات وآليات حوار عملية لدعم هذا التعاون، من بينها “الحوار الأمني الإقليمي رفيع المستوى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون”، الذي عقد لأول مرة العام الماضي في الرياض، ومن المقرر عقده مجددًا هذا العام في بروكسل.
وفي إطار الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الأمنية وتعزيز استقرار المنطقة، أطلق الاتحاد الأوروبي العملية البحرية “EUNAVFOR ASPIDES” لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر والخليج، بما في ذلك السفن التي تستخدم الموانئ الكويتية. وتتمثل مهمة هذه العملية، ضمن تفويضها الدفاعي، في تعزيز الوعي البحري، ومرافقة السفن، وحمايتها من الهجمات المحتملة في البحر.
لا يزال جدول أعمال الاجتماع الوزاري المقبل بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، المقرر عقده في الكويت في أكتوبر، قيد الإعداد. وأتوقع أن يشمل الاجتماع عدة قضايا بارزة تعكس الأولويات الإقليمية والسياق الجيوسياسي الأوسع. وسيبنى هذا الاجتماع على النجاح الذي حققته القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون التي عُقدت في بروكسل في أكتوبر الماضي وخلال تلك القمة التاريخية، اتفق القادة على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية، والتعاون في مجال الطاقة والانتقال الأخضر، وتوسيع التعاون في مجالات الرقمنة والابتكار، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الروابط بين الشعوب، وتوسيع الشراكات الأكاديمية والبحثية. كما تطرقت المناقشات الأمنية إلى قضايا مثل أوكرانيا وغزة، حل الدولتين، ولبنان، وإيران، وأمن الملاحة في البحر الأحمر. وأكد الطرفان على ضرورة تعزيز التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب.
يؤمن الاتحاد الأوروبي بأن التجارة العادلة تمثل محركًا رئيسيًا للازدهار العالمي. وقد أكدت قمة الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون في أكتوبر الماضي على الهدف المشترك المتمثل في إقامة علاقة تجارية واستثمارية مزدهرة ومثمرة للطرفين. ونسعى لمواصلة المناقشات على المستوى الإقليمي بهدف التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون. وفي الوقت ذاته، فإن الاتحاد الأوروبي منفتح على تعزيز علاقاته الثنائية مع دول مجلس التعاون، بما في ذلك الكويت، ورفع شراكاتنا الستراتيجية إلى مستويات جديدة.
– بصفتها رئيسة مجلس التعاون الخليجي للعام الحالي، تلعب الكويت دوراً رئيسياً في دفع شراكتنا الستراتيجية قُدمًا، استناداً إلى القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون التي عُقدت في بروكسل العام الماضي. ويسرّني أن الكويت ستستضيف في وقت لاحق من هذا العام الاجتماع الوزاري التاسع والعشرين بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون. كما سيُعقد أيضاً منتدى الأعمال التاسع بين الجانبين في الكويت نهاية العام الجاري.
– يشهد التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، بما في ذلك الكويت، في مجال الانتقال الأخضر والطاقة المتجددة تقدماً ملحوظاً. فقد زاد مستوى العلاقات بين الجانبين من خلال الحوارات والشراكات والاستثمارات، وغالباً ما تتعاون الشركات الأوروبية في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الخليج، فعلى سبيل المثال، أطلق الاتحاد الأوروبي في عام 2023 مشروع “التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج بشأن التحول الأخضر”، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، والإدارة المستدامة للموارد. ومنذ ذلك الحين، أشعر بالفخر بوجود العديد من أوجه التعاون التي نشأت بين الاتحاد الأوروبي ومختلف قطاعات الحكومة والمجتمع في الكويت، والتي أثمرت عن العديد من المشاريع والأنشطة الناجحة خلال العامين الماضيين ويُلاحظ وجود رغبة قوية في الكويت، لا سيما لدى مجتمع الأعمال والمجتمع المدني وجيل الشباب، لتسريع عملية التحول الأخضر. وأنا اثق من قدرتنا على فعل المزيد معاً.
يتقاسم الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون، بما في ذلك الكويت، شراكة طويلة الأمد تقوم على رؤية مشتركة لتحقيق الازدهار من خلال تنويع اقتصاداتنا وجعلها أكثر استدامة. يؤكد الاتحاد الأوروبي استعداده لدعم تحقيق “رؤية الكويت 2035″، وتوحيد جهودنا نحو اقتصاد أكثر تنوعاً. ونحن على استعداد لمشاركة خبراتنا في المجالات التي يتمتع فيها الاتحاد الأوروبي بقدرات رائدة وتشريعات متقدمة، مثل الطاقة المتجددة، وكفاءة المياه والطاقة، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحديثة، وتطوير البنية التحتية، والنقل واللوجستيات.ولدينا أيضاً تجارب قيمة في بناء منظومات تمويل مستدام فعالة، بما في ذلك إصدار السندات الخضراء وتعريف الهيدروجين الأخضر واعتماده.
نعم، هناك اهتمام متزايد بتعزيز التعاون بين الكويت والاتحاد الأوروبي في مجالات الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي. ويُدرك الطرفان الإمكانيات الكبيرة للتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وتحسين جودة الخدمات العامة، والتصدي للتحديات في قطاعات مختلفة مثل الصحة، والتمويل، والطاقة.
موقف الاتحاد الأوروبي واضح حيث نؤمن بأن القانون الدولي يجب أن يُطبّق على قدم المساواة – سواء في أوكرانيا أو غزة أو أي مكان آخر. لقد دعا الاتحاد الأوروبي مرارًا وتكرارًا إلى الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين، ورفع الحصار الإسرائيلي، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى غزة، كما كان الاتحاد الأوروبي واضحًا في معارضته للأعمال العسكرية الإسرائيلية غير الضرورية وغير المتناسبة، وفي حثّه على وقف فوري للأعمال العدائية. إن معاناة المدنيين الفلسطينيين أمرٌ غير مقبول وسوف يستمر الاتحاد الأوروبي في الدفاع عن القانون الدولي – سواء في غزة أو أوكرانيا أو سوريا أو اليمن أو السودان أو أي مكان آخر. نؤكد التزامنا بحل عادل وشامل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على أساس حل الدولتين، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية ومتصلة جغرافيًا وذات سيادة وقابلة للحياة. ولهذا الغرض، ينشط الاتحاد الأوروبي في عملية السلام في الشرق الأوسط.
بالتأكيد، يُقدّر الاتحاد الأوروبي عاليًا الكويت كشريكٍ ملتزم بالمبادىء لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتعاون في المجالات الانسانية والقانون الدولي. نحترم موقف الكويت الثابت في دعم التعددية وحماية المدنيين في حالات النزاع، بما في ذلك في فلسطين وهو مجالٌ يجب أن يتعزز فيه تعاوننا بشكل أكبر. هناك تعاون وثيق بالفعل بين الكويت والاتحاد الأوروبي في المحافل الدولية كالأمم المتحدة، ونستكشف الآن كيف يمكن تعزيز هذا التعاون. أما فيما يتعلق بفلسطين تحديدًا، فإن الاتحاد الأوروبي والكويت ملتزمان بتحقيق سلامٍ عادلٍ ودائمٍ وذلك على أساس القانون الدولي كما يعتقدان بإن هناك حاجة ملحة لحماية أرواح المدنيين.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.