السفير-الكوري-لـ'السياسة':-نتطلع-للانتقال-إلى-الشراكة-الستراتيجية-مع-الكويت

السفير الكوري لـ'السياسة': نتطلع للانتقال إلى الشراكة الستراتيجية مع الكويت

السفير الكوري لـ'السياسة': نتطلع للانتقال إلى الشراكة الستراتيجية مع الكويت

play icon

السفير الكوري بارك تشونغ سوك خلال لقائه مع ‘ السياسة’ (تصوير / محمد مرسي)

تبادل تجاري سنوي بـ 10 مليارات دولار وتعاون بالطاقة المتجددة والرقمنة

4٫4 الف كويتي زاروا كوريا العام الماضي وتوقعات بارتفاع العدد

فارس غالب

اكد سفير جمهورية كوريا بارك تشونغ سوك ان كوريا والكويت يعملان معا في العديد من القطاعات، بما في ذلك تشغيل المطارات، والزراعة الذكية، والمدن الذكية، والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، ويتطلعان الى ان يصبحا شريكين ستراتيجيين موثوقين للاعداد المشترك للمستقبل،مجددا التاكيد على التزام كوريا بدعم رؤية (الكويت 2035 )، بشكل حثيث لا سيما في مجالات تنويع الاقتصاد، والطاقة المتجددة، وتطوير الإسكان.

وقال السفير الكوري في لقاء مع “السياسة “: سنواصل أيضاً تعاوننا الوثيق سعياً لتحقيق السلام والاستقرار إقليمياً وعالمياً، بصفتنا دولتين محبتين للسلام وعضوين فاعلين في المجتمع الدولي.

وأضاف: هناك تنسيق عميق بين كوريا والكويت على الساحة الدولية قائم على الثقة المتبادلة، كما دأبت الكويت على تقديم المساعدات الانسانية، لذا قامت الأمم المتحدة بتسمية الكويت مركزاً للعمل الإنساني، وتسمية الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد قائداً للعمل الانساني في عام 2014. ومن جانبها، ساهمت كوريا بشكل كبير خلال حرب الخليج بتقديم 500 مليون دولار وارسال وحدات طبية وجوية.

واشار الى ان الجانبين يناقشان تعديل الاتفاقيات القائمة مثل اتفاقية حماية الاستثمار الثنائية وامكانية إبرام مذكرات تفاهم جديدة، من خلال إطار تعزيز التجارة والاستثمار، لافتا الى أن هناك مناقشات جارية في مختلف القطاعات لاستكشاف مجالات التعاون المحتملة، ومن الأمثلة البارزة على ذلك مشروع بناء المدينة الذكية في جنوب سعد العبدالله، حيث تعمل كوريا مع الكويت منذ عام 2017 على دمج خبراتها في تطوير المدن والتقنيات الرقمية في تخطيط وتصميم وإنشاء المدينة. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

كيف تصف طبيعة العلاقة بين البلدين اليوم؟

يحتفل البلدان هذا العام (2025) بالذكرى السادسة والأربعين لإقامة العلاقات الديبلوماسية، والذكرى الخمسين لشراكتهما في مجال البناء، فمنذ إقامة العلاقات الديبلوماسية في عام 1979، عمل البلدان على ترسيخ الصداقة القائمة على الثقة، التي تطورت تدريجياً إلى شراكة شاملة موجهة نحو المستقبل ومبنية على المنفعة المتبادلة، وفي الوقت الحالي، يعمل البلدان معا في العديد من القطاعات، بما في ذلك تشغيل المطارات، والزراعة الذكية، والمدن الذكية، والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة.

ويتطلع البلدان الى أن يصبحا شريكين ستراتيجيين موثوقين وذلك للاعداد المشترك للمستقبل، اذ تلتزم كوريا بدعم رؤية الكويت 2035 بشكل حثيث، خصوصا في تنويع الاقتصاد، والطاقة المتجددة، والإسكان.

هل هناك حوار سياسي منتظم بين كوريا والكويت؟

يجتمع البلدان بشكل منتظم من خلال المشاورات السياسية على مستوى مساعدي وزيري الخارجية، حيث عقدت الجولة الرابعة في سيول مايو 2023 تباحثا خلالها حول مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك تبادل الزيارات رفيعة المستوى، والتعاون في القطاعات المختلفة، والتطورات الإقليمية، والتنسيق المشترك في المحافل الدولية. كما تم التطرق الى التقدم المحرز في مجالات رئيسية كالتجارة، والطاقة، والبناء، والصحة، والزراعة، والدفاع. من المتوقع أن تُعقد الجولة الخامسة من المشاورات السياسية في النصف الثاني من هذا العام.

هناك تنسيق عميق بين البلدين على الساحة الدولية قائم على الثقة المتبادلة ودأبت الكويت على تقديم المساعدات الانسانية لذا قامت الأمم المتحدة بتسمية الكويت مركزاً للعمل الإنساني، وتسمية الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، قائداً للعمل الانساني في عام 2014.

السفير الكوري لـ'السياسة': نتطلع للانتقال إلى الشراكة الستراتيجية مع الكويت

play icon

السفير تشونغ سوك متحدثاً إلى الزميل فارس غالب (تصوير /‏ محمد مرسي)

كم يبلغ حجم التبادل التجاري؟

تحافظ كوريا والكويت على حجم تبادل تجاري يبلغ 10 مليارات دولار سنويا، وتعد كوريا ثاني أكبر مستورد للطاقة من الكويت منذ عام 1964 اي من أكثر من ستة عقود من التعاون القوي في قطاع الطاقة. وتستورد الكويت السيارات والمعدات الصناعية للمشاريع الانشائية من كوريا، وقد توسعت وارداتها في السنوات الأخيرة لتشمل مستحضرات التجميل وقطاعات متنوعة أخرى.

كما دخلت شركات الانشاء الكورية الى الكويت وشاركت في تنفيذ مشاريع وطنية رئيسية، حيث يصادف العام الحالي الذكرى الخمسين لحصول أول شركة كورية على مشروع إنشاءات في الكويت اي في عام 1975. وخلال هذه العقود الخمسة االماضية، نفذت الشركات الكورية مشاريع تقدر قيمتها حوالي 50 مليار دولار.

هل هناك تعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي؟

تبدي كل من كوريا والكويت اهتمامًا كبيرًا بتطوير الاقتصاد الرقمي، وهناك نقاشات جارية في مختلف القطاعات لاستكشاف مجالات التعاون المحتملة. ومن الأمثلة مشروع بناءالمدينة الذكية في مدينة جنوب سعد العبدالله الجديدة، حيث تعمل كوريا مع الكويت منذ عام 2017 على دمج خبراتها في تطوير المدن والتقنيات الرقمية في تخطيط وتصميم وإنشاء المدينة. كما زار وفد من هيئة الخدمات المالية الكورية الكويت العام الماضي لإجراء مناقشات حول التعاون في مجال الحكومة الرقمية.

وتدرس السفارة الكورية حاليا إمكانية تنظيم ندوة حول هذا الموضوع قبل نهاية العام الجاري.

ما هو دور الشركات الكورية في تنفيذ المشاريع ضمن خطة التنمية الكويتية؟

لعبت الشركات الكورية دورا بارزا في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية الضخمة، كما ساهمت في عدد من المشاريع ضمن رؤية الكويت 2035، مثل جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح، ومصفاة الزور، ومشروع الوقود البيئي، ومحطة استيراد الغاز الطبيعي المسال. بالاضافة الى قطاع الإنشاءات، تقوم شركة مطار إنتشون الدولي الكورية بتشغيل مبنى الركاب رقم 4 في مطار الكويت الدولي منذ عام 2018 وقامت شركة كوريا للأراضي والإسكان بتصميم (LH) المخطط الرئيسي لمدينة جنوب سعد العبدالله الجديدة، كما تسعى شركةHanmiGlobal الى المشاركة في إدارة احد مشاريع المدن الجديدة وتجري حاليًا مناقشات في مجالات متعددة.

هل هناك اهتمام كوري بالمشاركة في مشاريع الإسكان في الكويت؟

كما ذكرت سابقا، تتولى شركة LH إدارة مشروع مدينة جنوب سعد العبدالله، وهي تدرس حاليا امكانية المشاركة في فرص الاستثمار والتطوير في المدينة. ومع قيام الحكومة الكويتية مؤخرًا بتعديل القوانين التي تسمح بمشاركة القطاع الخاص في تطوير الإسكان، إلى جانب العمل على إقرار قانون الرهن العقاري، فإن بيئة الأعمال في الكويت تشهد تحسنًا ملحوظا. واستنادا إلى مشروع المدن الجديدة، نتوقع أن تقوم الشركات الكورية بتوسيع مشاركتها في مبادرات واسعة النطاق مثل تطوير المناطق الشمالية وغيرها.

كيف تعمل السفارة على تعزيز الثقافة الكورية؟

في النصف الثاني من عام 2024، انشأت السفارة الكورية بالتعاون مع جامعة الخليجي للعلوم والتكنولوجيا (GUST) “ركن كوريا”، الذي يتيح للطلبة والزوار فرصة للتعرف على الثقافة الكورية. كما نظّمت مهرجان الطعام الكوري للترويج للمنتجات الزراعية والغذائية

ما مدى انتشار اللغة الكورية بين الشباب الكويتي؟

شهدت السنوات الأخيرة ازديادًا ملحوظًا في الاهتمام بتعلم اللغة الكورية بين الشباب الكويتي وذلك بفضل تزايد شعبية الثقافة الكورية في جميع أنحاء العالم مثل موسيقى البوب الكورية (K-pop) والدراما والمأكولات الكورية. ويظهر العديد من الشباب الكويتيين رغبة قوية في التفاعل مع الثقافة الكورية بشكل أعمق، وتعمل السفارة بشكل وثيق مع مؤسسة معهد الملك سيجونغ لتقديم دورات لتعليم اللغة في الكويت، وقد شهدت تزايدًا ملحوظًا في عدد المتقدمين.

كيف يمكن تبادل الخبرات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي أو الطاقة المتجددة؟

تنظم السفارة الكورية سنويا منتدى المدن الذكية الكويتي-الكوري” منذ عام 2017 بهدف تحديد وتوسيع مجالات التعاون الجديدة. يتم خلال المنتدى التباحث حول العديد من المواضيع تتجاوز نطاق المدن الذكية، مثل الطاقة المتجددة والزراعة الذكية. علاوة على ذلك، تقدم كوريا “برنامج تبادل المعرفة” (KSP)، الذي يهدف إلى تبادل الخبرات التنموية والسياسية مع الدول الشريكة.

ما هي الإجراءات الحالية للحصول على تأشيرة للكويتيين الراغبين في زيارة كوريا؟

بصفة عامة يسمح لمواطني الكويت بالسفر الى كوريا لأغراض السياحة أو العمل أو المشاركة في فعاليات دولية دون الحاجة الى الحصول على تأشيرة مسبقة مع اقامة لمدة تصل إلى 90 يومًا عبر نظام التصريح الإلكتروني للسفر (K-ETA). ولكن اعتبارًا من عام 2024، أصبحت الكويت من الدول المعفاة مؤقتًا من شرط الحصول على K-ETA، وبالتالي يمكن للكويتيين حاليا دخول كوريا دون الحاجة إلى إذن سفر إلكتروني مسبق.

كيف تطور قطاع السياحة بين البلدين في السنوات الأخيرة؟

شهد قطاع السياحة بين كوريا والكويت نموًا مطردًا في السنوات الأخيرة. وفي ضوء نجاح حملة “زوروا كوريا 2023–2024″، التي زادت بشكل كبير اهتمام المواطنين الكويتيين بكوريا، استمر هذا الاتجاه الإيجابي في عام 2025. فقد زار كوريا أكثر من 4,400 مواطن كويتي عام 2024، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد مع تسهيل إجراءات السفر. سعيا لتعزيز هذه الزيادة، قامت الحكومة الكورية بتمديد قرار الإعفاء المواطنين الكويتيين من شرط الحصول على التصريح الإلكتروني (K-ETA) حتى عام 2025.

هل هناك تجربة إنسانية مميزة تتذكرونها خلال عملكم في الكويت؟

من التجارب التي لا تُنسى بالنسبة لي كانت المشاركة في فعالية سنوية لزراعة الأشجار في منطقة الأحمدي، التي تنظمها السفارة بالتعاون مع الجالية الكورية وشركة نفط الكويت. تم تخصيص منطقة خاصة للجالية الكورية المقيمة في الكويت، ومشاهدتهم وهم يشاركون طواعية في جهود حماية البيئة جنبًا إلى جنب مع شركائنا الكويتيين كانت تجربة مؤثرة للغاية.

اتفاقية التجارة الحرة مع “الخليجي” في مراحلها النهائية

ردا على سؤال بشأن الاتفاقيات التجارية التي لا تزال قيد التفاوض، قال السفير الكوري: إن كوريا ومجلس التعاون الخليجي أنهيا مفاوضاتهما بشأن اتفاقية التجارة الحرة في عام 2023، وهي الآن في مراحلها النهائية بانتظار إجراءات التوقيع والمصادقة الرسمية وستسهم الاتفاقية، بعد دخولها حيز التنفيذ، في تعزيز التبادلات الاقتصادية بشكل كبير بين كوريا ودول مجلس التعاون، بما في ذلك الكويت. كما تناقش كوريا والكويت تعديل الاتفاقيات القائمة — مثل اتفاقية حماية الاستثمار الثنائية — وامكانية إبرام مذكرات تفاهم جديدة، من خلال إطار تعزيز التجارة والاستثمار.(TIPF)

الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *