سوايكا: العلاقات الهندية – الكويتية في أزهى مراحلها

السفير آدارش سوايكا مع الزملاء الصحافيين

السفير الهندي غادر البلاد بعد ثلاث سنوات من الديبلوماسية الفاعلة

فارس غالب

في وداع يختصر ثلاث سنوات من العمل الديبلوماسي النشط، رسم السفير الهندي لدى البلاد آدارش سوايكا لوحة متكاملة للعلاقات الكويتية ـ الهندية، مؤكداً أنها بلغت أفضل مراحلها بفضل ما تحقق من إنجازات سياسية واقتصادية وثقافية، ولِما تحمله من فرص واعدة أمام المستثمرين الكويتيين في ظل صعود الهند إلى المرتبة الرابعة عالميًا كأكبر اقتصاد.

وأكد سوايكا في لقاء وداعي مع وسائل الإعلام أن الإعلام الكويتي كان شريكا حقيقيا في تعزيز هذه العلاقات، مشيرا إلى أن زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للكويت شكّلت نقطة تحول تاريخية رفعت مستوى التعاون إلى شراكة ستراتيجية شملت مجالات الدفاع والطاقة والتجارة والاستثمار، وأسست لانطلاقة جديدة في مسار التعاون الثنائي.

وأوضح أن زيارة مودي – التي جاءت بعد 43 عاماً على آخر زيارة لرئيس وزراء هندي- حملت رمزية كبيرة ومضامين عملية، حيث منحته القيادة الكويتية وسام مبارك الكبير، ودعته ضيفاً مميزاً للمشاركة في كأس الخليج العربي الـ 26، كما شهدت الزيارة لقاءات مهمة مع سمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء، تناولت تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين الشعبين.

وبيّن أن هذه الزيارة التاريخية توّجت بالارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الستراتيجية، حيث تم فتح مجالات جديدة للتعاون، أبرزها التعاون الدفاعي، بعد مصادقة مجلس الوزراء الكويتي على مذكرة التفاهم الخاصة به. كما أشار إلى انضمام الكويت إلى “التحالف الدولي للطاقة الشمسية” بقيادة الهند، وإلى “منظمة شنغهاي للتعاون” خلال رئاسة الهند لها في 2023، لافتا إلى الزخم الذي شهده التعاون متعدد الأطراف، خصوصا عبر الحوار الستراتيجي بين الهند ومجلس التعاون الخليجي، حيث لعبت رئاسة الكويت للمجلس دوراً محورياً في دفع خطة العمل المشتركة.

وأشار سوايكا إلى أن عدد مجموعات العمل المشتركة ارتفع من 3 مجموعات في 2023عام إلى 10مجموعات حالياً، تشمل التجارة والاستثمار والثقافة والدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب والأمن الغذائي والزراعة والعلم والتكنولوجيا.

وذكر أن التبادل التجاري بين البلدين تراوح خلال العقد الماضي بين 10 و17 مليار دولار، ومع ذلك لم يكن هناك أي إطار مؤسسي لمناقشة الشؤون التجارية، وهو ما تحقق أخيراً بإنشاء مجموعتي عمل خاصتين بالتجارة للاستثمار. ولفت إلى تنامي الاستثمارات الكويتية في الهند، في وقت تشارك فيه شركات هندية كبرى في مشاريع ضخمة بالكويت تشمل الطرق والكهرباء والنفط والغاز والمستشفيات والجامعات، مؤكداً أن الهند باتت رابع أكبر اقتصاد في العالم، وهي في طريقها لتصبح الثالث، ما يفتح فرصاً واسعة أمام المستثمرين الكويتيين.

وأكد سوايكا أن قطاع الصحة يمثل ركيزة مهمة في العلاقات الثنائية، إذ يعمل في الكويت أكثر من ألف طبيب هندي و30 ألف ممرض وممرضة، كما تطرق إلى نجاح تجربة “التأشيرة الإلكترونية” التي أطلقتها الهند للكويتيين في يوليو الماضي، وتشمل تأشيرات السياحة والعلاج والأعمال واليوغا والمؤتمرات، مشيراً إلى أن أكثر من 700 تأشيرة صدرت خلال الأشهر الثلاثة الأولى فقط. وعن القضية الفلسطينية، شدد السفير على ثبات موقف بلاده في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، مذكّراً بأن الهند كانت من أوائل الدول غير العربية التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1974، ثم بدولة فلسطين عام 1988.

وفي الجانب الإنساني والشخصي، أعرب سوايكا عن امتنانه العميق للتقاليد الكويتية، خصوصاً “الديوانية” التي وصفها بأنها تقليدٌ فريدٌ مكّنه من بناء علاقاتٍ واسعة.

وخاطب سوايكا الجالية الهندية في الكويت قائلاً: “أنتم مصدر فخرٍ للهند بما تتميزون به من طبيعة مسالمة ومساهمات إيجابية في المجتمع الكويتي، وقد تلقيت دائماً كلمات شكر وتقدير من المسؤولين الكويتيين تجاه جاليتنا “. وأضاف موجهاً الشكر للأصدقاء الكويتيين على كرم الضيافة الذي حظي به خلال السنوات الثلاث الماضية.

وفي ختام حديثه، كشف عن محطته المقبلة كسفيرٍ لبلاده في كينيا، حيث سيتولى أيضاً تمثيل الهند لدى برنامجي الأمم المتحدة للبيئة والإسكان في نيروبي، إضافة إلى اعتماده سفيراً غير مقيم في الصومال، معرباً عن تطلعه لخوض تجربةٍ أفريقية جديدة بعد تجربته الغنية في منطقة الخليج.