الكويت تضرب مُصنِّعي ومروجي ومتعاطي المخدرات والخمور

اليوسف والعميدان محمد قبازرد والشيخ حمد الصباح في إحدى الضبطيات

اليوسف يتابع مباشرة… والأجهزة الأمنية تنفذ “ستراتيجية شاملة” لحماية المجتمع

ضبطيات قياسية في 2025 وإحباط عمليات تهريب بملايين الدنانير

منيف نايف

تتصدى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بقيادة مديرها العميد محمد قبازرد ومساعده العميد الشيخ حمد اليوسف الصباح، وبدعم مباشر من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، لخطر المخدرات بكل حزم وعزيمة، محققة إنجازات أمنية غير مسبوقة خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس 2025.

وأكدت مصادر أمنية لـ”السياسة” أن هذه الجهود الجبارة أسفرت عن إحباط تهريب وتصنيع كميات هائلة من المواد المخدرة والخمور تقدر قيمتها بملايين الدنانير، في إطار ستراتيجية شاملة تهدف إلى حماية المجتمع من السموم التي تهدد أمنه وسلامته، والتزام الإدارة بحفظ استقرار الوطن وصون شبابه من هذه الآفة الخطيرة، عبر تسخير كافة الإمكانات على مدار الساعة لضبط المروجين والمتعاطين.

وخلال أغسطس الجاري، وجهت الإدارة ضربات موجعة لشبكات الاتجار بالمخدرات، إذ تمكنت بالتنسيق مع المباحث الجنائية من ضبط شبكة إجرامية من جنسيات نيبالية وبنغلاديشية وهندية متورطة في تصنيع الخمور المحلية التي تسببت في وفاة نحو 23 آسيوياً، إلى جانب ضبط 67 شخصاً آخرين يديرون مصانع للمسكرات في عدة مناطق، بلغ عددها ستة مصانع نشطة.

وفي إنجاز أمني آخر، داهمت فرق المكافحة مصنعاً في جاخور بمنطقة كبد يديره أحد الأشخاص من فئة البدون، وتم ضبط 25 كيلوغراماً من مادة الكيميكال المخدرة و15 ألف حبة من عقار “اللاريكا”، فيما كشفت التحاليل استخدام مواد قاتلة في التصنيع مثل المبيدات الحشرية والأسيتون. كما تم تفكيك مصنع آخر يديره شخص مسحوبة جنسيته من أصحاب السوابق، وضبط داخله 30 لتراً من المواد الكيميائية الخطرة و6 كيلوغرامات من مادة “الشبو” المخدرة بقيمة نصف مليون دينار.

وفي عمليات متفرقة، ألقي القبض على مقيمين مصريين ومواطن كويتي بحوزتهم 30 كيلوغراماً من مخدرات متنوعة شملت الماريغوانا والهيرويين والشبو والأفيون، إلى جانب إحباط تهريب خمور مستوردة عبر ميناء الشعيبة.

عصابة دولية

كما تمكنت الإدارة من ضبط عصابة دولية من الجنسية الهندية بحوزتها 14 كيلوغراماً من الهيرويين و8 كيلوغرامات من الشبو في عملية أمنية دقيقة أحبطت تهريب كميات ضخمة.

كما تم تفكيك تشكيل عصابي يضم نزيلاً كويتياً مداناً بقضايا مخدرات داخل السجن المركزي وشخصاً من البدون، حيث ضُبط بحوزتهما 800 ألف حبة من عقار “اللاريكا” بقيمة تقدر بمئات الآلاف من الدنانير، ما يبرز قدرة الإدارة على ملاحقة الجريمة حتى داخل السجون.

أما في يوليو 2025، فقد سجلت الإدارة نجاحات استثنائية، من أبرزها ضبط 47 كيلوغراماً من المخدرات في الشحن الجوي، والقبض على متهم من أرباب السوابق حاول استلام الشحنة. كما أحبطت، بالتعاون مع دولة الإمارات، إدخال كمية هائلة من مادة الشبو بقيمة مليون و150 ألف دينار كانت مخبأة داخل حاوية بحرية، وألقت القبض على متهم أفغاني في مصنع للسيراميك بمنطقة أمغرة.

ونجحت الإدارة في إحباط محاولة تهريب 4 ملايين حبة من مادة الكبتاغون المخدرة بلغت قيمتها 12 مليون دينار، كانت مخبأة بطريقة مبتكرة داخل أنابيب مخصصة لمعالجة المياه قادمة من إحدى الدول. وفي العملية ذاتها، تم ضبط مزور للجنسية الكويتية بحوزته مليون حبة “كبتي” بقيمة تقدر بملايين الدنانير.

وفي واحدة من أكبر العمليات في تاريخ الكويت، تمكنت الإدارة من ضبط 200 كيلوغرام من مادة الشبو بحوزة متهم إيراني، بقيمة مليون و500 ألف دينار، إلى جانب 16 كيلوغراماً إضافية من المادة ذاتها بقيمة 250 ألف دينار.

كما ألقي القبض على 31 متهماً من مواطنين ومقيمين وبدون بحوزتهم كميات متنوعة من الحشيش والشبو والماريغوانا والهيرويين والكيميكال والكوكايين و”اللاريكا”، إضافة إلى أسلحة نارية وذخيرة.

وشددت المصادر الأمنية على أن هذه الإنجازات الضخمة، التي أسفرت عن مصادرة مخدرات بقيم مالية هائلة وتفكيك شبكات إجرامية محلية ودولية، تؤكد الدور الحيوي للإدارة العامة لمكافحة المخدرات في حماية المجتمع الكويتي من السموم.

وأكدت أن “الضربات الأمنية لن تتوقف، وسيف القانون سيطال كل من يتاجر أو يتعاطى هذه السموم التي تهدد المجتمعات، لا سيما فئة الشباب، لافتة إلى أن رجال المكافحة يعملون ليلاً ونهاراً لحماية أمن البلاد واستقرارها ومستقبل أجيالها”.