ماذا-تخفي-'تيتانيك'-من-أسرار-تجذب-الأثرياء-إلى-أعماق-المحيط؟

ماذا تخفي 'تيتانيك' من أسرار تجذب الأثرياء إلى أعماق المحيط؟

منذ أن استقرت “تيتانيك” في أعماق المحيط الأطلسي قبل أكثر من قرن، ظل حطام السفينة واحداً من أكثر المواقع إثارة للفضول في العالم، ومع كل جيل جديد تتجدد محاولات الأثرياء والمغامرين للوصول إليه.

ويعود هذا الإصرار إلى مزيج معقد يجمع بين حقائق علمية موثقة عن بقايا السفينة وما تحمله من مقتنيات، وشائعات وأساطير شعبية تتحدث عن كنوز مفقودة وأسرار لم يُكشف عنها بعد، وكأن غموض السفينة الغارقة لا يفقد بريقه أبداً.

ماذا يوجد في الحطام فعلاً؟

منذ اكتشاف الحطام عام 1985 على عمق نحو 3800 متر، وثّقت الغواصات آلاف القطع التي شكلت صورة مؤثرة عن حياة الركاب:

– القطعة الكبيرة (The Big Piece): وهي جزء ضخم من هيكل السفينة يزن أكثر من 15 طناً، نُقل لاحقاً إلى متحف في لاس فيغاس.

– ساعة جيب مجمدة على وقت الغرق: توقفت عقاربها عند لحظة الاصطدام بالجبل الجليدي.

– زوج أحذية لطفل: أصبح رمزاً إنسانياً للمأساة، ويُعرض اليوم في متحف هاليفاكس بكندا.

– أوانٍ وأطباق من الدرجة الأولى: لا تزال نقوش شعار شركة “وايت ستار لاين” واضحة عليها.

– حقائب جلدية محفوظة: احتوت على أوراق نقدية ورسائل شخصية لم يمحها الزمن.

– خاتم وأساور لركاب الدرجة الأولى: تجسد الجانب الشخصي والطبقي من الحكاية.

– آلة كمان من فرقة السفينة الموسيقية: يُعتقد أنها تعود للعازف والاس هارتلي، الذي عزف حتى اللحظات الأخيرة.

هذه القطع المنتشلة أعطت العالم لمحة عن الحياة على متن السفينة، لكنها زادت أيضاَ من الفضول حول ما قد يكون ما زال في الأعماق.

الشائعات: كنوز وذهب في الأعماق

رغم أن السجلات الرسمية لشحن السفينة تؤكد أن البضائع كانت عادية – مواد غذائية، أقمشة، بريد، وحتى سيارة فاخرة – فإن الشائعات لا تهدأ. البعض يتحدث عن سبائك ذهب ومجوهرات مفقودة، وآخرون يلمحون إلى وجود قطع أثرية ولوحات نادرة.

لم تُثبت أي بعثة رسمية هذه المزاعم، لكن الأساطير الشعبية والأفلام عززت فكرة “الكنز الغارق”، لتصبح جزءًا من جاذبية الموقع.

لماذا الأثرياء بالذات؟

تكلفة الرحلة إلى الحطام تصل إلى أكثر من 250 ألف دولار للمقعد الواحد، ما يجعلها حكراً على الأثرياء الباحثين عن:

المغامرة الفريدة: زيارة مكان لا يراه إلا القليل من البشر.

الرمزية التاريخية: تيتانيك رمز لذروة الطموح البشري ومأساة غروره.

سباق مع الزمن: الحطام يتآكل بفعل البكتيريا البحرية، ما يعني أن المشاهدة المباشرة قد تصبح مستحيلة خلال عقود.

أبرز المحاولات الحديثة

– عام 1985: جرى اكتشاف الحطام لأول مرة بقيادة العالم الأميركي روبرت بالارد.

– بين عامي 1987 و2004: نُظّمت سبع بعثات رئيسية قادتها شركة RMS Titanic Inc.، انتُشل خلالها أكثر من 5000 قطعة أثرية، بينها أدوات مائدة ومجوهرات وأمتعة شخصية، وتُعرض اليوم في معارض ومتاحف حول العالم.

– في العقدين الثاني والثالث من الألفية الجديدة (2010–2020): تكثفت الجهود العلمية لدراسة حالة الحطام، مع الاعتماد على غواصات آلية وتقنيات تصوير متطورة.

– بين عامي 2021 و2023: ظهرت سياحة الغواصات الخاصة، حيث دفع أثرياء مبالغ تصل إلى مئات آلاف الدولارات للغوص إلى موقع الحطام.

– يونيو 2023: وقعت مأساة غواصة Titan التابعة لشركة OceanGate، حين انشطر هيكلها أثناء مهمة استكشافية، ما أودى بحياة خمسة أشخاص بينهم مستثمرون بارزون.

– أغسطس 2025: كشف صحيفة نيويورك بوست أنّ أحد المليارديرات يستعد لتمويل مغامرة غوص إلى حطام السفينة ‘تيتانيك’، بكلفة تصل إلى 10 ملايين دولار.

الخلاصة

بين الحقائق الموثقة لما تم انتشاله من الحطام، والشائعات عن كنوز خفية لم تثبت صحتها، يستمر حطام تيتانيك في أسر خيال العالم. لكن بالنسبة للأثرياء، لا يتعلق الأمر بالثروة وحدها، بل بـ”التجربة النادرة، السباق مع الزمن، ولمسة الأسطورة التي تجعل الغوص إلى الأعماق أشبه برحلة إلى قلب التاريخ قبل أن يذوب نهائياً في ظلمات المحيط”.

الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *