زيت-النخيل-يشيخ…والأزمة-القادمة-قد-ترفع-فاتورة-طعامك-ووقودك!

زيت النخيل يشيخ…والأزمة القادمة قد ترفع فاتورة طعامك ووقودك!

تتهيّأ أزمة مزدوجة تهدّد واحدة من أكثر السلع تداولًا على الكوكب، في الغابات الاستوائية، حيث تنبض شرايين إنتاج زيت النخيل في ماليزيا وإندونيسيا – اللتين تحتكران معًا أكثر من 80% من الإنتاج العالمي – تقف الدولتان أمام معضلة لا يمكن تجاهلها: أشجار هرِمة لم تعد تُثمر كما يجب، ومزارعون كبار في السن لا يجدون من يتسلّم الراية.

أشجار تجاوزت عمرها… ولا من يقتلعها

وفقًا لتحقيق أعدّته وكالة رويترز، تشير التقديرات في ماليزيا إلى أن أكثر من نصف أشجار النخيل في المزارع الصغيرة تجاوزت العشرين عامًا، وهو الحد الذي تبدأ فيه الإنتاجية بالانحدار الحاد.

لكن المشكلة لا تتوقف عند عمر الشجرة، بل في كلفة تجديدها: اقتلاعها وزراعة أخرى مكانها يعني الانتظار من 3 إلى 5 سنوات دون دخل. هذا وحده كافٍ لجعل المزارعين المسنّين يفضّلون البقاء على القليل بدل خسارة كل شيء.

الحقول تشيخ… وأبناء المزارعين يرحلون

الهجرة من الريف إلى المدينة ليست مجرّد قصة اجتماعية، بل تحدٍّ اقتصادي مباشر.

الشباب لا يريدون العودة إلى الأرض، معظمهم التحق بوظائف المصانع والخدمات، تاركين المزارع لآبائهم، مثل حاج عمر، المزارع الماليزي الذي قال: “أبنائي لا يريدون العودة… من سيعوّضني عن خمس سنوات بلا دخل؟”

والبرامج الحكومية، رغم وجودها، تُوصف بأنها بطيئة، معقّدة، وغير كافية لتمويل دورة التجديد.

الطلب العالمي يزداد… والإمدادات تتآكل

الواقع أن زيت النخيل لم يعد فقط مكوّنًا في المطبخ. إنه يدخل في صناعة الوقود الحيوي، وهو ما جعل إندونيسيا تخصّص 35% من إنتاجها المحلي لهذا الغرض، ما يصنع ضغطًا على التصدير.

وتُشير توقّعات السوق إلى تراجع الصادرات من 46 مليون طن (2024) إلى 37 مليون طن فقط بحلول 2030، وهو ما قد ينعكس ارتفاعًا في أسعار الزيوت البديلة كالصويا وعباد الشمس… بل وحتى على أسعار الطاقة في بعض الدول.

ما بين الإنكار الرسمي والقلق الدولي… من يملك الحقيقة؟

رغم تطمينات حكومية في ماليزيا وإندونيسيا بأن “الوضع تحت السيطرة”، إلا أن المزارعين والمحلّلين يؤكّدون أن الأرقام الرسمية لا تلتقط الصورة الحقيقية، خصوصًا أن نحو 40% من الإنتاج الماليزي يأتي من مزارع صغيرة لا تحظى بالتحديث.

لحظة الحقيقة تقترب

زيت النخيل، الذي لطالما وُصف بـ”الذهب السائل” لاقتصادات جنوب شرق آسيا، يقف اليوم على مفترق طرق.

التهديد لم يعد بيئيًّا فقط كما اعتاد العالم الحديث عن الغابات، بل زراعي، ديموغرافي، وسوقي في آنٍ معًا.

ما لم تُواجه هذه الأزمة بخطة شجاعة لتجديد الأشجار، وجذب جيل جديد إلى الزراعة، فإن الدولتين العملاقتين قد تفقدان صدارتهما… والأسواق العالمية قد تدفع الثمن.

الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *