حقائق صادمة تكشف المستور في انفجار غواصة 'تيتان'

خلص تقرير صادر عن مجلس تحقيقات البحرية التابع لخفر السواحل الأميركي إلى أن الكارثة التي أودت بحياة خمسة أشخاص إثر انفجار غواصة “تيتان” عام 2023، كانت “قابلة للتجنّب”، محمّلاً المسؤولية الكاملة لشركة “أوشن غيت” المشغّلة للغواصة.

وأوضح التقرير – بحسب وسائل إعلام أميركية – أن “سوء التصميم، وضعف الصيانة، وغياب إجراءات التفتيش الكافية” كانت من أبرز العوامل المؤدية إلى الحادث، بحسب بيان صادر عن خفر السواحل الأميركي.

وأشار المحققون إلى أن “أوشن غيت” عمدت على مدار سنوات إلى التحايل على الجهات التنظيمية المعنية بسلامة المركبات البحرية، وذلك باستخدام أساليب ترهيب، واستغلال الثغرات والغموض في معايير الصناعة، بالإضافة إلى اعتمادها على ما وصفه التقرير بـ”سمعة مضلّلة” للتملص من الرقابة.

وأظهر التحقيق أن الرئيس التنفيذي الراحل لشركة أوشن غيت، ستوكتون راش، الذي كان من بين الضحايا، تبنّى أسلوباً سلطوياً داخل الشركة، حيث هدّد الموظفين مرارًا، وسخر من تحذيراتهم، بل وفصل عددًا منهم عندما أبدوا مخاوف تتعلق بالسلامة. وذكر التقرير أن راش أظهر “إهمالاً فادحاً” ساهم في مقتل أربعة أشخاص آخرين، مؤكّداً أنه لو نجا من الحادث، لكان من المرجّح أن يواجه اتهامات جنائية من وزارة العدل الأميركية.

وكشف التقرير أن ستوكتون راش أصرّ على تصنيع الغواصة باستخدام هيكل من ألياف الكربون لتقليل تكاليف النقل العالمية، رغم التحذيرات العلمية بعدم ملاءمة هذه المادة للغوص في أعماق المحيطات.

وأضاف التقرير أن الشركة لم تولِ التصميم والاختبار التقني لغواصة “تيتان” العناية اللازمة، كما واصلت تشغيلها رغم تعرّض هيكلها لأضرار متعددة كان من شأنها أن تؤثر في سلامة الرحلات.

وبيّن التحقيق أن “أوشن غيت” تلاعبت كذلك بوصف أدوار المشاركين في الرحلات، حيث روّجت لهم على أنهم “أخصائيو مهمات”، في حين كانوا في الواقع ركابًا يدفعون مبالغ مالية للمشاركة في رحلات استكشافية.

وقد أودى الانفجار بحياة خمسة أشخاص، من بينهم الرئيس التنفيذي ستوكتون راش، والمستكشف الفرنسي بول-هنري نارغوليه، ورجل الأعمال البريطاني هاميش هاردينغ، إضافة إلى الملياردير الباكستاني البريطاني شاهزاده داوود، وابنه سليمان البالغ من العمر 19 عاماً.