لقاح-بالخيط-يواجه-الفيروسات-ويتجاوز-رهاب-الإبر

لقاح بالخيط يواجه الفيروسات ويتجاوز رهاب الإبر

• طريقة مريحة وفعالة قد تغيّر مستقبل التلقيح عالمياً

في ابتكار علمي جديد، نجح باحثون من من جامعة تكساس التقنية في الولايات المتحدة الأميركية في تطوير طريقة غير تقليدية لتوصيل اللقاحات عبر خيط الأسنان، مستهدفين طبقة “الظهارة الوصلية” بين السن واللثة، لتحفيز المناعة المخاطية في مناطق مثل الأنف والرئتين.

قال البروفيسور هارفيندر سينغ جيل، المؤلف المشارك في الدراسة المنشورة فيNature Biomedical Engineering: “عادةً ما يُنتج اللقاح المحقون أجسامًا مضادة في مجرى الدم فقط، بينما تُعد الأسطح المخاطية، مثل الأنف والرئتين، خط الدفاع الأول في وجه مسببات الأمراض مثل كوفيد-19 والإنفلونزا. لذا فإن تحفيز المناعة في هذه المناطق يُعد بالغ الأهمية.”

تُعتبر “الظهارة الوصلية” طبقة مخاطية فريدة من نوعها، أكثر نفاذية من الأنسجة الظهارية الأخرى، وتسمح بمرور الخلايا المناعية، ما يجعلها نقطة دخول مثالية للقاح. في الدراسة، استخدم الباحثون خيط أسنان غير مشمع لوضع لقاح الإنفلونزا على لثة فئران، فلاحظوا استجابة مناعية قوية، تجاوزت ما تحققه الطرق التقليدية مثل وضع اللقاح تحت اللسان أو عبر الأنف.

ووفق الباحث روهان إنغرول، فإن التلقيح عبر الظهارة الوصلية وفّر استجابة أجسام مضادة أقوى على الأسطح المخاطية، دون المخاطر المصاحبة لتوصيل اللقاح عبر الأنف، مثل احتمال وصوله إلى الدماغ.

لكن اللافت، إلى جانب النتائج المناعية، هو البُعد النفسي الذي تتيحه هذه التقنية. فملايين الأشخاص حول العالم يعانون من رهاب الإبر (Trypanophobia)، ما يجعلهم يترددون أو يرفضون اللقاحات رغم اقتناعهم بفائدتها. وفي هذا السياق، يُمكن لطريقة التلقيح بالخيط أن تُحدث فرقًا حقيقيًا، حيث تُقدّم وسيلة “صديقة نفسيًا” خالية من الإبر، ما يخفف القلق ويُعزز الإقبال على التطعيم، خصوصًا لدى الأطفال والبالغين الذين يعانون من القلق أو الصدمات النفسية المرتبطة بالإبر.

تقول أبحاث علم النفس الصحي إن توفير بدائل مريحة نفسيًا في الطب — مثل حبوب منع الحمل بدلًا من الحقن، أو التحاليل اللعابية بدلًا من الدم — يُحسّن من التزام المرضى ويعزز النتائج العلاجية. ومن هنا، تُمثّل تقنية “الخيط المُطعِّم” ثورة ليس فقط في علم المناعة، بل أيضًا في تجربة المريض ككل.

وقد اختبر الفريق خيط تنظيف الأسنان المثبت على حامل (floss pick) مغطى بصبغة فلورية على 27 مشاركًا، ونجح أكثر من 60% منهم في إيصال المادة إلى الظهارة الملتقية، مما يُبشّر بإمكانية تعميم التقنية مستقبلًا.

وأظهر التوصيل عبر هذه الطريقة استجابة مناعية قوية مع أنواع متعددة من اللقاحات، منها البروتينات، الفيروسات المعطلة، ولقاحات mRNA، دون أن تتأثر النتائج بتناول الطعام أو الشراب بعد التلقيح.

ورغم الحاجة إلى دراسات أوسع، خاصة لدى الأطفال الرضع أو المصابين بأمراض اللثة، فإن الباحثين يرون في هذا الابتكار خطوة مهمة نحو لقاحات أكثر فعالية، وأقل توترًا، وأكثر قبولًا لدى الجمهور.

الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *