ديكور بيتك يؤثر على صحتك النفسية والجسدية!

كشفت أبحاث علمية حديثة في مجالات علم النفس البيئي والتصميم الداخلي أن بيئة المنزل ليست مجرد مسألة جمالية، بل عنصر مؤثر فعلي في الصحة النفسية والراحة الجسدية.

فبحسب دراسة نشرتها مجلة Journal of Environmental Psychology، فإن تصميم الفراغات الداخلية وتوزيع الإضاءة واختيار الألوان قد يؤثر بشكل مباشر على مستويات التوتر، جودة النوم، وحتى الإنتاجية الذهنية.

وفي السياق نفسه، يشير خبراء “الفانغ شوي” – وهو علم صيني قديم يُعنى بتناغم الطاقات في المساحات – إلى أن ترتيب الأثاث وتوزيع العناصر داخل المنزل يمكن أن يحسّن من تدفق الطاقة الإيجابية ويقلل من الشعور بالقلق والاضطراب.

فبين جدران منازلنا، تقيم صحتنا النفسية والجسدية. الألوان التي نختارها، الإضاءة التي نعتمدها، وحتى وضعية الأرائك والنوافذ، كلها تفاصيل صغيرة في ظاهرها، لكنها تؤسس لمزاجنا اليومي، وتؤثر على جودة حياتنا.

على سبيل المثال، الألوان الباردة مثل الأزرق والأخضر تُستخدم غالباً في غرف النوم والمكاتب، لما لها من تأثير مهدّئ يساهم في تخفيف التوتر. في المقابل، الألوان الدافئة كالبرتقالي والأحمر تحفّز النشاط وتُفضل في غرف الجلوس والمطابخ.

وتُظهر دراسات أجراها مركز The Center for Health Design أن تحسين التصميم الداخلي في البيوت والمستشفيات على حد سواء يؤدي إلى انخفاض معدلات الاكتئاب، وتحسين الحالة المزاجية، وزيادة الشعور بالرضا لدى السكان والمرضى.

أما الإضاءة الطبيعية، فتعتبر عاملاً أساسياً في تنظيم الساعة البيولوجية للجسم، ما ينعكس على جودة النوم والانتباه الذهني خلال النهار. ولهذا يوصي المتخصصون بتعزيز الإضاءة الطبيعية في المنزل، واستخدام إضاءة دافئة خافتة في المساء لتحفيز الاسترخاء.

ومن حيث ترتيب الأثاث، فإن الفراغ والانسيابية داخل المساحة المنزلية يساعدان في خلق شعور بالطمأنينة والتنظيم، في حين أن التكدس والفوضى البصرية قد يرفعان مستويات القلق والتشتت الذهني.

إن المنزل ليس فقط مكاناً نعيش فيه، بل هو نظام متكامل يؤثر على صحتنا من الداخل إلى الخارج. وفي ظل الضغوط اليومية المتزايدة، بات الاهتمام بتفاصيل الديكور الداخلي ضرورة، لا ترفاً. فكل عنصر في ديكور المنزل يمكن أن يكون إما مصدر راحة… أو توتر صامت لا نراه.