الانغماس-في-الطبيعة-الافتراضية-عبر-'vr'-يخفف-الألم-المزمن-ويهدئ-الدماغ

الانغماس في الطبيعة الافتراضية عبر 'VR' يخفف الألم المزمن ويهدئ الدماغ

في تقدم علمي لافت، كشفت دراسة حديثة أن الانغماس في مشاهد طبيعية عبر تقنية الواقع الافتراضي (VR) يمكن أن يُفعّل آليات الدماغ الطبيعية لتخفيف الألم المزمن، ما يوفر بديلاً غير دوائي للراحة الجسدية والنفسية.

الدراسة التي قادتها جامعة إكسيتر ونُشرت في مجلة Pain، قارنت تأثير أفلام طبيعية بزاوية 360 درجة عُرضت بتقنية الواقع الافتراضي، بمشاهد فيديو تقليدية ثنائية الأبعاد. وجاءت النتائج واضحة: الواقع الافتراضي كان أكثر فاعلية بنحو الضعف في التخفيف من الإحساس بالألم.

قال الدكتور سام هيوز، أستاذ علم أعصاب الألم في جامعة إكسيتر، والمُشرف على الدراسة: “الطبيعة أثبتت قدرتها على تخفيف الآلام قصيرة الأمد، لكننا أردنا استكشاف دورها في الألم المزمن، خاصةً أن كثيراً من المصابين لا يمكنهم الخروج إلى الطبيعة. وقد أظهرت تجاربنا أن الواقع الافتراضي يمكن أن يحاكي هذه التجربة، ويُفعّل أنظمة الدماغ لكبح الإحساس بالألم المزمن”.

في التجربة، تعرّض 29 مشاركاً سليماً لمحفزات ألم كهربائية على الساعد لمحاكاة الألم المزمن، ثم تم عرض مشاهد طبيعية لهم عبر الواقع الافتراضي لمدة 45 دقيقة، تلتها مشاهد مماثلة على شاشة عادية. وتضمنت المشاهد شلالات طبيعية من ولاية أوريغون، اختيرت بعناية لتحقيق تأثير مهدئ.

أظهرت النتائج أن تقنية الواقع الافتراضي قلّلت بشكل كبير من تطور الحساسية للألم، واستمر تأثيرها حتى بعد انتهاء الجلسة، في حين كلما زاد شعور المشاركين بالتواجد داخل المشهد، زادت فعالية التسكين.

وفي خطوة إضافية، استخدم الباحثون تقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لمراقبة نشاط الدماغ أثناء التعرض لألم مستمر محفّز عبر جل بارد. أظهرت النتائج أن قوة الارتباط بين منطقتي “الجزيرة” و”المهاد” في الدماغ – وهما منطقتان مسؤلتان عن تعديل إشارات الألم – ارتبطت بانخفاض الشعور بالألم.

تقول الدكتورة سونيا مدينا، من كلية الطب بجامعة إكسيتر والمشاركة في الدراسة: “الواقع الافتراضي لم يكن مجرد إلهاء بصري، بل فعّل آليات عصبية فعلية. لقد غيّر من طريقة استجابة الدماغ للألم، وهو ما قد يُحدث ثورة في الرعاية الصحية غير الدوائية”.

القوة النفسية للطبيعة الرقمية

في زمن تتسارع فيه الوتيرة ويزداد الانفصال عن الطبيعة، يقدّم الواقع الافتراضي جسرًا حسيًّا جديداً بين الإنسان والهدوء المفقود. لا تُظهر الدراسة فحسب تأثير الواقع الافتراضي في كبح الألم، بل تفتح أيضًا نافذة على حاجة نفسية أعمق: الرغبة في الانغماس داخل بيئة مريحة وآمنة – ولو افتراضية.

فإحساس “الحضور” داخل المشهد الطبيعي لا يقتصر على الإدراك، بل يغيّر التفاعل العصبي مع الألم. فالمشهد الرقمي، عندما يكون واقعياً وغامرًا بما يكفي، لا يُلهي الدماغ فقط… بل يُعيد تهدئته.

من منظور علم النفس الصحي، هذه النتائج تعزز فكرة أن العلاج لا يقتصر على المادة الكيميائية، بل يشمل تجربة الحواس والإدراك والمحيط – وهو ما يفتح الباب أمام تطبيقات جديدة في المستشفيات، ودور الرعاية، وحتى البيوت.

الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *