كيف تمنع راتبك من النفاد في الأيام الأولى؟

في ظل تضخم الأسعار وضغوط المعيشة، يواجه كثيرون ما يُعرف بـ”متلازمة منتصف الشهر” – نفاد الراتب قبل حلول النصف الثاني من الشهر – وهي ظاهرة عالمية تمس شرائح واسعة بغض النظر عن مستوى الدخل.

يشرح خبراء التمويل الشخصي أن المشكلة لا تكمن دائماً في قلة الدخل، بل في غياب التخطيط المالي والانضباط، خاصة في الأيام الأولى بعد استلام الراتب، حيث يتسرب الجزء الأكبر من الميزانية نحو مصاريف ثابتة ونفقات اندفاعية.

الإنفاق الذهني… بداية الأزمة

يُوزّع كثيرون رواتبهم ذهنياً قبل وصولها فعلياً، ما يجعل جزءاً كبيراً من المال “محجوزاً نفسياً” مسبقاً لسداد الإيجار والفواتير والمشتريات المؤجلة. هذا السلوك العاطفي يستهلك السيولة سريعاً ويترك فجوة مالية في منتصف الشهر.

ستراتيجيات للتغلب على متلازمة منتصف الشهر

1 – خدعة الراتب الوهمي: خطط كأن دخلك أقل بـ20% من قيمته الفعلية، وضع الفرق جانبًا كاحتياطي.

2 – تقسيم الراتب أسبوعيًا: قسّم دخلك إلى أربعة أجزاء متساوية، وأنفق جزءًا واحدًا فقط كل أسبوع.

3 – يوم بلا إنفاق: خصص يوماً أسبوعياً تمتنع فيه عن أي مصروفات غير ضرورية.

4 – فلترة الرغبات: ضع المشتريات غير الأساسية في “قائمة انتظار” لمدة سبعة أيام قبل اتخاذ قرار الشراء.

5 – قاعدة 24 ساعة: أمهل نفسك يوماً قبل أي عملية شراء اندفاعية.

6 – الدفع النقدي بدل البطاقات: لزيادة الوعي بقيمة المال وخفض الإنفاق العشوائي.

7 – مراقبة الإنفاق الصامت: راجع الاشتراكات التلقائية والخدمات غير المستخدمة، وخفض الكميات غير الضرورية.

أمان مالي يبدأ من السلوك

بحسب ما أكده الخبير المالي حسان حاطوم لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، فإن الحل لا يقتصر على وضع ميزانية، بل على تغيير علاقتنا مع المال. فالتعامل مع الراتب كأداة لبناء نمط حياة مستقر – وليس مجرد دخل يُستهلك سريعاً – هو ما يخلق أماناً مالياً مستداماً في عصر الاستهلاك السريع.