اليوم-العالمي-للوقاية-من-الانتحار:-دعوة-لكسر-الصمت-وتعزيز-الصحة-النفسية

اليوم العالمي للوقاية من الانتحار: دعوة لكسر الصمت وتعزيز الصحة النفسية

يوافق اليوم العاشر من سبتمبر اليوم العالمي للوقاية من الانتحار، وهو مناسبة سنوية تذكّر العالم بضرورة كسر الصمت المحيط بهذه القضية، وإحلال لغة الانفتاح والتعاطف والدعم بدلًا منه. فالانتحار يمس كل الدول والمجتمعات دون استثناء، ولا يقتصر أثره على الأفراد فحسب، بل يمتد ليصيب العائلات والمجتمعات بأكملها.

تشير تقديرات الجمعية الدولية للوقاية من الانتحار (IASP) في ستراتيجيتها المؤسسية (2024–2028) إلى وجود ما لا يقل عن 700 ألف حالة انتحار سنوياً، تحدث 77% منها في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. إلا أن هذا الرقم أقل من الواقع، نظراً لعدم الإبلاغ عن جميع الحالات وللتأثير العميق الذي تخلفه كل حالة على محيطها الاجتماعي.

الانتحار في سياق البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل

في هذه البيئات، تتداخل عوامل معقدة تسهم في ارتفاع معدلات الانتحار. دراسة نُشرت في مجلة “بلوس للصحة النفسية” في مايو 2025، بقيادة الدكتور إسماعيل أميري وزملائه من جامعة ديوك (الولايات المتحدة) ومركز كليمنجارو الطبي المسيحي (تنزانيا) وجامعة واشنطن في سانت لويس، كشفت عن تجارب المصابين بفيروس نقص المناعة البشري (HIV) الذين يعانون من أفكار انتحارية في شمال تنزانيا.

أظهرت النتائج أن المشاركين واجهوا وصمة اجتماعية شديدة، وضغوطاً مالية، ونقصاً في الدعم، وصعوبات اجتماعية واقتصادية متنوعة. وفي بلد يبلغ عدد سكانه 69 مليونًا عام 2024، لم يتوافر سوى 55 طبيباً وأخصائياً نفسياً، ما يعكس هشاشة البنية الصحية. دعا الباحثون إلى تدخلات شاملة تراعي السياق الثقافي المحلي، بما في ذلك إشراك القادة الدينيين لضمان قبول المجتمع لهذه البرامج.

أدوات علاجية مبتكرة: العلاج بالعين عبر الإنترنت

جانب آخر من جهود الوقاية يركز على توفير أدوات جديدة للعلاج النفسي. فقد استكشف فريق بقيادة الدكتور سيدني ياب والدكتورة ليزا بورباك (جامعة ألبرتا – كندا) في أغسطس 2025 إمكانية استخدام علاج إزالة التحسس وإعادة المعالجة بحركات العين (EMDR) لمساعدة من يعانون من أفكار انتحارية.

اللافت أن هذا العلاج قُدّم عبر الإنترنت من خلال منصة “زوم”، وهو ما يجعله خياراً مهماً للأشخاص غير القادرين على حضور جلسات حضورية. أظهرت الدراسة أن التجربة كانت مفيدة إجمالًا، غير أن نجاح العلاج ارتبط أساساً بجودة العلاقة العلاجية والتخصيص الشخصي. ورغم محدودية العينة، يعد هذا البحث أول دراسة تستكشف تقديم EMDR عبر الإنترنت لدعم الأشخاص ذوي الأفكار الانتحارية، ما يفتح المجال لدراسات أوسع مستقبلًا.

وقاية متعددة الأبعاد

تُجمع الدراسات والخبرات العالمية على أن الوقاية من الانتحار لا تتحقق إلا عبر نهج متكامل يشمل:

فهم عوامل الخطر المحلية.

إزالة الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية.

تحسين فرص طلب المساعدة والوصول إليها.

إشراك المجتمعات والقادة المحليين.

دعم العاملين في الصحة النفسية بالموارد والتدريب.

تطوير أدوات حديثة قادرة على التنبؤ بالسلوكيات الانتحارية والتدخل في الوقت المناسب.

خلاصة

الانتحار ليس قدراً محتوماً، بل تحدياً يمكن مواجهته عبر التعاون الدولي والعمل المجتمعي. واليوم العالمي للوقاية من الانتحار يذكّرنا بأن لكل فرد دورًا في خلق بيئة إنسانية قادرة على منح الأمل والدعم، وتحويل مسار حياة قد تنتهي قبل أوانها.

الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *