كيف يمكن لصورة من هاتفك أن تساعد العلماء في حماية الكوكب؟

في إنجاز علمي يكرّس دور المواطن العادي في خدمة المعرفة، كشفت دراسة دولية حديثة أن منصة iNaturalist، التي تتيح لمستخدميها من أنحاء العالم مشاركة صور وتسجيلات الحياة البرية، أصبحت أداة أساسية يعتمد عليها الباحثون لرصد التغيرات البيئية، واكتشاف الأنواع الجديدة، وتتبع انتشار الكائنات الغازية.

الدراسة، التي قادها باحثون من معهد علوم الأغذية والزراعة بجامعة فلوريدا (UF/IFAS) ونُشرت في مجلة BioScience، أظهرت أن استخدام بيانات المنصة في الأبحاث العلمية تضاعف عشر مرات خلال السنوات الخمس الماضية، مدفوعًا بتزايد المساهمات من مناطق جغرافية ومجموعات تصنيفية كانت قليلة التوثيق سابقًا.

ومنذ إطلاقها عام 2008، جمعت iNaturalist ملايين الملاحظات من 128 دولة تشمل أكثر من 638 مجموعة تصنيفية، وتحوّلت إلى قاعدة بيانات حيوية يتبناها مرفق معلومات التنوع الحيوي العالمي (GBIF) ومؤسسات مثل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، لدعم جهود التخطيط للحفظ وتقييم الأنواع المهددة.

تؤكد النتائج أن الصور والملاحظات التي يرفعها الأفراد – من ضفدع على درب مشاة إلى نبات نادر في منطقة نائية – تُستخدم اليوم في نمذجة توزيع الأنواع، ودراسة سلوكها وألوانها وموائلها، ما يوسع آفاق البحث العلمي التقليدي ويمنح المجتمع العلمي أداة غير مسبوقة لمواجهة التحديات البيئية.

ويقول كوري كالاغان، أحد الباحثين المشاركين: “ملايين الأشخاص أصبحوا شركاء مباشرين في مكافحة فقدان التنوع البيولوجي… والتحدي القادم هو دمج بيانات iNaturalist بشكل ستراتيجي مع مصادر أخرى لتعزيز جهود الحفظ”.