العازمي: المزارعون يكدّون صيفاً… ليستمتع المستهلكون شتاءً

نجاح زراعة قصب السكر على نطاق تجاري في العبدلي

يمكن للمزارع الاستفادة من بقايا مزرعته بأبسط الآلات

عدنان مكّاوي جرادة

تجري الاستعدادات والتجهيزات على قدم وساق، في مَزارع الكويت، من أجل موسم زراعي ناجح جديد، مع بداية شهر سبتمبر.

“السياسة” الزراعية رصدت هذه الاستعدادات والتجهيزات في مزرعة علي وأخيه الدكتور محمد العازمي في القطعة واحد من منطقة العبدلي الزراعية.

تتميز مزرعة “العازمي اخوان” بزراعة قصب السكر على نطاق تجاري منذ بضع سنين، وبتجربة الجديد من البذور المستوردة عبر مشتلها الخاص، قبل تعميمها على العديد من مزارعي الكويت، وحُسن الاستفادة من بقايا المزرعة ومخلفاتها.

ويقول المزارع علي الطرجم العازمي في حديثه: “منذ نحو شهرين، وطوال الصيف الحار في الكويت، ونحن نجهز للزراعة الموسمية بداية شهر سبتمبر، ومن هذه التجهيزات حرث الأرض بعد قلع زرعها القديم، سواء أرض الحقول المكشوفة، أو البيوت الزراعية المغطاة، وتعقيمها بتعريضها للشمس القوية، التي تقتل الديدان والآفات في التربة الزراعية”. وأشار إلى مشتل أخضر يجود بشتلات الطماطم المتنوعة والفلفل بأنواعه والباذنجان بأشكاله وألوانه وقال: “إن المشتل أول خطوات نجاح الإنتاج الثمري، وأنا أفضّل أن يكون لكل مزرعة مشتلها، حفاظاً على نظافة الشتلات، وخلوها من الفيروسات والفطريات التي صارت تنتشر كثيراً في المشاتل للأسف الشديد”.

الاستفادة من المخلفات

ويركّز المزارع المخضرم العازمي على أهمية الاستفادة من مخلفات المزرعة بإعادة تدويرها، إذ يعمل على تنشيف بقايا المحاصيل وسعف النخيل لجرشها، ولتحويلها إلى علف يلتهمه حلال المزرعة (الماعز).

مؤكداً “أن تربية الماعز في المزارع أكثر نجاحاً من تربية الأغنام، لأن الاخيرة تحتاج إلى البرّ الفسيح لتربيتها وتكاثرها جيداً. ثم اضاف: “من سماد الحلال نغذّي الأرض الزراعية، ومن بقايا هذه الأرض يتغذّى الحلال، يعني عندنا، يخدم النبات الحيوان ويخدم الحيوان النبات”.

مبيناً “أنه يوفّر السماد؛ لتغذية الأرض ومزروعاتها، معتمداً على ذاته، ولا يشتري السماد من خارج المزرعة، وفي هذا توفير مالي وضمان جودة السماد.

وقال: “التسميد الجيد؛ كما يعرف المزارعون ضروري قبل كل زرعة حقلية أو محمية، فالسماد بالنسبة للمزارع المنتج هو الذهب الأسود، حتى البذور نأخذ العديد منها من بعض مزروعاتنا القديمة”. مشيراً إلى “قنار” البصل الأخضر (العراقي الأصل) ويقول: “نأخذ بذور البصل الأخصر من آخر زراعته في مزرعتنا، فنوفر المال، مال شراء بذور جديدة، والأهم: أننا نحصل على إنتاج بصل أخضر شهي ورائع كماً وكيفاً، مبكراً والمعروف أن المزارع الذي ينتج مبكراً من هذا الصنف الزراعي أو ذاك يحصل على سعر أفضل، لأن الإنتاج المبّكر يكون قليلاً..وإذا قلّ العرض زاد السعر، وكذلك الإنتاج المتأخر”.

وختم حديثه: “المزارع الكويتي ومن دون مبالغة يستحق كل دعم مادي ومعنوي من دولته، فها هو يعمل وعماله في أجواء لاهبة ليستمتع المستهلكون بخضار وثمار طازجة ونضرة، طوال أشهر الشتاء والربيع، وأفضل دعم يمكن أن نلقاه هو توفير المياه المعالجة والتيار الكهربائي دون انقطاع، وصرف الدعم الزراعي المقرر كاملاً دون تأخير أو تسويف… وعمار يا كويت”.