مسكن شائع يهدد النمو العصبي للأجنة!

• رغم اعتباره آمناً لعقود.. أبحاث تربطه بزيادة خطر التوحد وفرط النشاط

توصل باحثون في كلية “إيكان للطب بجبل سيناء” في مدينة نيويورك الأميركية إلى أن التعرض للأسيتامينوفين (الباراسيتامول) خلال الحمل قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة باضطرابات النمو العصبي لدى الأطفال، بما في ذلك التوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط “ADHD”.

الدراسة، التي نُشرت في 14 أغسطس الجاري بمجلة BMC Environmental Health، حللت بيانات 46 دراسة شملت أكثر من 100 ألف مشارك من عدة دول. وهي الأولى التي تطبّق منهجية “دليل الملاحة” لتقييم جودة الأدلة بشكل صارم.

وأوضح الباحث الرئيسي، الدكتور ديدييه برادا: “تشير نتائجنا إلى أن الدراسات الأعلى جودة تُظهر ارتباطًا أوضح بين استخدام الأسيتامينوفين في الحمل وزيادة مخاطر التوحد و”ADHD”. ونظراً للاستخدام الواسع لهذا الدواء، فإن حتى زيادة طفيفة في الخطر قد تكون لها تبعات مهمة على الصحة العامة.”

ويُستخدم الأسيتامينوفين، المعروف تجارياً باسم “تايلينول أو باراسيتامول او بنادول”، على نطاق واسع لتسكين الألم وخفض الحرارة، وتتناوله أكثر من نصف النساء الحوامل عالمياً. وحتى وقت قريب، كان يُعتبر الخيار الأكثر أماناً، لكن نتائج الدراسة تثير مخاوف بشأن هذا التصور، وتشدد على ضرورة استخدامه بحذر وتحت إشراف طبي.

من الناحية البيولوجية، يشير الباحثون إلى أن الدواء يمكن أن يعبر المشيمة، ويُحدث إجهاداً تأكسدياً، ويؤثر على الهرمونات والتغيرات فوق الجينية، مما قد يعيق نمو الدماغ الجنيني.

ورغم أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة، فإنها تدعم وجود صلة وتدعو إلى تحديث الإرشادات الطبية، وتشجيع النقاش بين النساء الحوامل وأطبائهن حول بدائل أكثر أماناً.

يذكر أن الدراسة أُجريت بالتعاون مع جامعات كاليفورنيا في لوس أنجلوس، هارفارد، وماساتشوستس لويل، وموِّلت من معاهد وطنية أميركية مختصة بالسرطان، الشيخوخة، وصحة البيئة.