لماذا تتفوق الجراحة على الأدوية في معركة إنقاص الوزن؟

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة نيويورك لانغون، قُدمت في المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية لجراحة البدانة والتمثيل الغذائي، أن جراحات السمنة مثل تكميم المعدة وتحويل المسار ما زالت تحقق نتائج فقدان وزن تفوق بكثير أدوية إنقاص الوزن الحديثة من فئةGLP-1 ، خصوصاً على المدى الطويل.

أرقام دقيقة من الدراسة

اعتمد الباحثون على سجلات صحية موسعة، ووجدوا أن: المرضى الذين خضعوا للجراحة فقدوا نحو 26.5٪ من وزنهم خلال عامين.

أما مستخدمو أدوية GLP-1، فلم يتجاوز متوسط خسارتهم 5.7٪ فقط خلال الفترة نفسها.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج الواقعية أقل بكثير من نتائج التجارب السريرية، التي أظهرت سابقاً فقداناً يتراوح بين 15 و21٪ مع الأدوية. والسبب الرئيسي في ذلك هو ضعف الالتزام، إذ أن ما يقارب 70٪ من المرضى يتوقفون عن الدواء خلال عام واحد.

مميزات وتحديات كل خيار

الجراحة: تمنح فقدان وزن أكبر وأكثر استمرارية، وتُظهر نتائج قوية أيضاً في السيطرة على مستويات السكر بالدم لدى مرضى السكري. لكنها ليست حلاً سهلاً، إذ تتطلب التزاماً طويل الأمد بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، مع متابعة طبية دقيقة.

الأدوية: مثل أوزيمبيك وMounjaro (tirzepatide) تقدم فوائد إضافية، منها خفض السكر بالدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وربما بعض أنواع السرطان. لكنها لا تزال أقل فعالية في فقدان الوزن مقارنة بالجراحة.

آفاق المستقبل

يرى الخبراء أن التركيز في المرحلة المقبلة يجب أن يكون على:

تحسين فعالية الأدوية وزيادة فرص الالتزام بها.

تحديد الفئات الأنسب لكل نوع من العلاج (جراحة أو دواء).

دراسة أثر التكلفة على اختيار المرضى للعلاج المناسب، خاصة وأن كلفة الأدوية طويلة الأمد قد توازي أو تتجاوز الجراحة في بعض الحالات.

الخلاصة

تؤكد هذه الدراسة أن الجراحة تظل حتى الآن الخيار الأكثر فعالية في فقدان الوزن على المدى الطويل، لكن التطور المستمر في أدوية GLP-1 قد يغير المعادلة مستقبلًا. والقرار بين الجراحة أو الدواء يعتمد على الحالة الفردية للمريض، ومدى التزامه، والتوصيات الطبية المتخصصة.