لا تفعل شيئاً واسترح… مكافأة وليس مضيعة وقت!
إجلس ولا تفعل شيئاً. نعم. ففي زحمة المهمات العديدة والمتراكمة، والحياة السريعة، أصبحتَ بحاجة لتخصّص وقتاً لنفسك، لا تفعل فيه أي شيء، لتريح ذهنك وجسدك، وتخفّف من شعور الضغوط والإجهاد.
نتحدّث عن حركة “الحياة البطيئة” التي باتت ظاهرة تدعو إلى العودة إلى الذات وسط الضوضاء. فعلاً! فالعمل لا ينتهي. وأعمال المنزل لا تنتهي كذلك. والواجبات الاجتماعية والعائلية لانهائية أيضاً. فأين وقتك أنت واستراحتك الخاصة؟
تحقيقاً لهذه الغاية، تقيم كوريا الجنوبية مسابقة سنوية فريدة تُسمى the Space-out، يتنافس فيها المشاركون دون فعل أي شيء على الإطلاق، لا هواتف، لا حديث، لا نوم، لمدة 90 دقيقة.
فمجرد الجلوس دون فعل شيء، في المسابقة، يُكسبهم جائزة. ما فائدة هذه الممارسة؟ هي جيّدة لصحتك العقلية والجسدية، لأنّ جسمك يجب أن يسترخي، وهو لا يستطيع الاسترخاء إلا عندما يسترخي عقلك.
عدا عن أنّ هذه الفكرة لا تراود الكثيرين وليسوا معتادين عليها، فإنّ غالبية الناس ينجرّون إلى دعوات الإنتاجية الزائدة والإنجاز، وربطهما بوجود الشخص. فحتى وقت فراغهم، يجب أن يكون مشغولين فيه بشيء ما. وعلى فكرة، البقاء لفترة متواصلة دون فعل شيء ليس بالأمر السهل في زحمة المهمات. ومن الصعب إقناع أصحاب الجداول المزدحمة بعدم فعل شي لوقت ما، فبنظرهم، “هذا مضيعة للوقت، لدينا ما ننجزه”! وما يجهله هؤلاء، هو أنّ عدم فعلهم شيئاً يمكّنهم من تحسين أدائهم في أشياء أخرى، ويحسّن من إبداعهم. فعند منح ذهنك استراحةً والتأمل في الفراغ لبعض الوقت من خلال عدم التفكير أو التركيز على أي شيء محدد، فإن ذلك يُحرر عقلك للعمل على حل المشكلات والتوصل إلى أفكار جديدة.
يحتاج الإنسان إلى يومٍ غير منتجٍ كل فترة وأخرى، يؤكّد الدكتور ماريو عبود، وهو معالج نفسي ومستشار لدى الهيئة الطبية الدولية ومنظمة “أطباء بلا حدود”، إذا أحسّ الشخص أنّه فعلاً مضغوط، فإنّ يوماً دون أي إنجاز أو إنتاج يكون مثالياً له. بهذا السياق طبعاً، نرى أهمية عدم الإنجاز أو الإنتاج وليس في السياق حياة شخص فارغ أصلاً.
وينصح عبود بأن يقيم الشخص توازناً في حياته بين حاجاته وواقعه، لكن الأهم من الراحة هو عدم المبالغة فيها. فهناك أشخاص اعتادوا العمل المتواصل، سواء خارج البيت أم داخله، لا سيما ربات المنزل اللواتي يشعرن بالذنب إن تركن مهمات منزلية دون إتمامها. هؤلاء الأشخاص الذين لا يستطيعون أن يتقبّلوا فكرة أن يجلسوا دون فعل أي شيء لا بدّ من أن يراجعوا أنفسهم، فهم يعانون حتماً من قلق أو شعور بالذنب عليهم التخلّص منهما لكي يريحوا أذهانهم وصحتهم النفسية، إذ يحتاج الدماغ والجسم لأن يستريحا، أو أقلّه أن يقوموا بهوايات أو نشاطات يحبونها. فغالباً ما يأتي الشعور هذا لدى الأشخاص القلقين دائماً ويشعرون أنّ عدم إنتاجيتهم هو شيء سلبي لهم. وتعزز مجتمعاتنا هذه الفكرة، بحيث ترتبط قيمة المرء بكمية إنجازاته وإنتاجيته.
فمن المهم أخذ استراحة عندما تشعر بالإرهاق، أو عدم القدرة على التركيز، أو التعثر في حل مشكلة ما. إذ إن دقيقتين إلى خمس دقائق يومياً يمكن أن تُحدث فرقاً، وتساعدك على استعادة نشاطك وحيويتك خلال بقية يومك. نعم في البداية، قد تشعر بعدم الارتياح إلى عدم القيام بأي شيء، لكن مع الممارسة، يتحسّن الأمر.
فوائد عدم القيام بأي شيء
– المساعدة على حل المشكلات.
– تعزيز الإبداع.
– تحسين التعلّم.
– زيادة الإنتاجية.
– البحث عن معنى أعمق للحياة وتجربة أنشطة هادفة تتجاوز حياتك الشخصية، عبر البقاء وحيداً.
– تحسين المزاج.
كيف تستعد لعدم فعل شيء؟
– تخلّص من التوتر غير الضروري.
– تخلّص من أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والتلفزيون.
– خصّص وقتاً بعيداً عن الآخرين لإعادة التواصل مع نفسك.
– استمتع بالطبيعة، وابدأ يومك بنزهة صباحية أو خصص وقتاً خلال النهار للخروج.
– ضع نفسك في المقام الأول.
– خذ فترات راحة يومية كالجلوس في صمت وأنت تحتسي قهوتك الصباحية. أنظر من النافذة أو أغمض عينيك ودع عقلك يتجول.
الكويت الان ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة السعودية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.