القهوة تنقذ قلبك وتستنزف دماغك!

• دراستان تكشفان وجهين متناقضين لمشروبك اليومي

فيما تمنح القهوة الصباحية دفعة لصحة القلب وتقلل من خطر الوفاة، تحذّر دراسات حديثة من أن شربها في فترة ما بعد الظهر قد يضر الدماغ ويعكر صفو النوم، حتى دون أن يمنعه تماماً.

ففي دراسة موسعة نُشرت في الدورية الأوروبية لأمراض القلب، وجد باحثون أن شرب القهوة في الصباح يرتبط بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 16%، وبانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة 31%، مقارنة بمن لا يشربون القهوة إطلاقاً.

وتمت الدراسة على أكثر من 40 ألف بالغ في الولايات المتحدة، وقُسّم المشاركون إلى مجموعتين: من يشربون القهوة قبل منتصف النهار (36%)، ومن يتناولونها على مدار اليوم (14%). وعلى مدار 10 سنوات، رُصدت الوفيات وتحللت أسبابها.

وأكد الباحثون أن تناول القهوة في وقت متأخر من اليوم لم يمنح أي فوائد تذكر، بل قد يؤثر سلباً على الساعة البيولوجية ويعزز اضطرابات النوم، مما ينعكس سلباً على ضغط الدم والالتهاب ومخاطر أمراض القلب.

الدكتور “لو تشي” من جامعة تولين الأميركية قال إن “توقيت القهوة لا يقل أهمية عن كميتها”، مضيفاً أن الجسم يتفاعل بشكل مختلف مع الكافيين خلال اليوم. وأيده البروفيسور “توماس لوشر” من لندن، الذي شدد على أهمية الاكتفاء بالقهوة في ساعات الصباح.

وفي السياق ذاته، توصل باحثون من جامعة مونتريال الكندية إلى أن الكافيين، حين يُستهلك بعد الظهر، يبقي الدماغ في حالة “يقظة صامتة” ويضعف المرحلة غير الريمية (non-REM) من النوم، وهي الأهم في تجديد الطاقة والراحة العصبية.

وشملت الدراسة 40 مشاركاً تراوحت أعمارهم بين 20 و58 عاماً، خضعوا لتجربتين في عيادة للنوم بعد تناول جرعة كافيين تعادل فنجانين، أو دواء وهمي. ورغم أن النوم لم يتأثر زمنياً، إلا أن نشاط الدماغ بدا “مُسطحاً” ومضطرباً في الجودة، خصوصاً لدى الفئة العمرية من 20 إلى 27 عاماً.

وأوضح البروفيسور “فيليب ثولك”، قائد الدراسة، أن الكافيين لا يمنع النوم بشكل مباشر، لكنه “يغير بنيته ويؤثر على راحة الدماغ”، مشيراً إلى أن هذه النتائج لا يمكن تعميمها على مرضى الاضطرابات العصبية أو النفسية.

خلاصة:

-tالقهوة في الصباح قد تطيل العمر وتحمي القلب.

-tشربها بعد الظهر قد يضر جودة النوم ويؤثر على الدماغ.

-tالتوقيت، وليس فقط الكمية، عامل حاسم في فوائد القهوة أو أضرارها.