تأهّب لإطلاق النسخة الثالثة من دورة الألعاب الآسيوية للشباب في البحرين

أكثر من 5000 رياضي يمثلون 45 لجنة أولمبية

تتجه الأنظار في القارة الآسيوية نحو العاصمة البحرينية المنامة، التي تستعد لكتابة فصل جديد في تاريخ الرياضة، حيث تستضيف النسخة الثالثة من دورة الألعاب الآسيوية للشباب، المقررة إقامتها خلال الفترة من 22 إلى 31 أكتوبر الجاري.

ويشارك في الدورة، التي تُقام برعاية العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أكثر من خمسة آلاف رياضي ورياضية يمثلون 45 لجنة أولمبية آسيوية للشباب، يتنافسون في 24 رياضة و31 فئة و253 حدثاً مميزاً.

ومن المقرر أن تبدأ، اعتباراً من اليوم الأحد، منافسات سبع مسابقات رياضية، هي: كرة القدم للصالات (رجال)، كرة اليد، الكرة الطائرة، كرة القدم للصالات (سيدات)، كابادي، تيك بول، والكرة الطائرة الشاطئية، وذلك قبل الافتتاح الرسمي للبطولة يوم الأربعاء المقبل.

وتأتي استضافة المملكة للدورة الحالية بعد انقطاع دام أكثر من عقد من الزمان، منذ نسختي سنغافورة 2009 ونانجينغ الصينية 2013، وسط حراك رياضي متصاعد ورؤية تجمع بين التنظيم الاحترافي والروح الشبابية الطموحة.

وتتكثف الاستعدادات لاستقبال الرياضيين الذين سيتنافسون في مجموعة من المرافق الرياضية، من بينها مدينة عيسى الرياضية، ومجمع خليفة الرياضي، وعدد من الملاعب الجديدة التي جرى تحديثها وتجهيزها بأحدث الأنظمة.

واعتمد المجلس الأولمبي الآسيوي واللجنة المنظمة للدورة 24 منافسة رياضية، تشمل: السباحة، ألعاب القوى، الريشة الطائرة، كرة السلة (3×3)، الملاكمة، سباق الهجن، الدراجات الهوائية، الفروسية، الألعاب الإلكترونية، كرة القدم داخل الصالات، الجولف، كرة اليد، الجوجيتسو، الجودو، كابادي، فنون القتال المختلطة، مواي تاي، كرة الطاولة، التايكوندو، تيك بول، الترايثلون، الكرة الطائرة، رفع الأثقال، والمصارعة.

وكشفت اللجنة المنظمة عن تعويذة الدورة الرئيسية “شهاب”، حيث وقع الاختيار على حيوان المها المفعم بالحيوية والنشاط، ليجسّد قيم الوحدة، والقوة، والمرونة، والطموح، وهي قيم مشتركة بين مملكة البحرين وروح الشباب. ويربط “شهاب” بين التراث والمستقبل، ويمثل التقاليد الصحراوية الغنية للدولة المضيفة، ملهمًا الشباب للسعي نحو التميز في الرياضة والحياة.

كما اعتمدت اللجنة تعويذتين ترحيبيتين هما الشاب “نجم” والفتاة “دانة”، اللذان يمثلان سفيرين للضيافة البحرينية، ويحملان رسالة ترحيب حارة إلى جميع الوفود الآسيوية، ويبعثان برسائل مفعمة بالأمل والتفاؤل.

وعلى صعيد العمل التطوعي، قامت اللجنة المنظمة بتدريب مئات المتطوعين من الشباب البحريني على مهام الاستقبال، والإسكان، والتغطية الإعلامية، والتنظيم الميداني، في تجربة تسهم في تأهيل جيل جديد من الكفاءات الوطنية لإدارة الأحداث الرياضية الكبرى.

وفي إطار التحضيرات الإعلامية، أعلنت الجهات الرسمية عن تنسيق متكامل مع القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام المحلية والإقليمية لتأمين بث حي ومباشر للمنافسات، إلى جانب تغطية رقمية عبر المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وضمن هذا الإطار، سيتم ولأول مرة في مملكة البحرين تجربة التعليق الرياضي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي على بعض المنافسات، في إطار تبني أحدث الابتكارات التقنية في مجال الإعلام الرياضي.

وعلى الصعيد السياحي، تراهن البحرين على أن يكون الحدث فرصة للترويج السياحي واستقطاب آلاف الزوار والمرافقين من مختلف دول آسيا، بما ينعكس إيجاباً على قطاعات الفندقة، والنقل، والمطاعم، والتجزئة.

وأكدت وزارة السياحة البحرينية أن الدورة تمثل فرصة لتعزيز صورة البحرين كوجهة للفعاليات الدولية، مشيرة إلى أن القطاع السياحي يشهد توسعاً متزامناً مع الاستعدادات الرياضية لاستيعاب الأعداد الكبيرة المتوقعة من الزوار، علاوة على النشاط الملحوظ في قطاعات الفندقة والمطاعم والنقل.

ويرى مراقبون أن استضافة الدورة لن تقتصر على كونها حدثاً رياضياً مؤقتاً، بل ستترك أثراً طويل المدى على تطوير البنية الرياضية في البحرين، من خلال تحديث المنشآت، ورفع كفاءة الكوادر الفنية والإدارية، وتحفيز الشباب على ممارسة الرياضة والمنافسة على المستوى القاري.

كما يتوقع أن تسهم الدورة في ترسيخ مكانة البحرين على خريطة الرياضة الآسيوية، وفتح الباب أمام استضافة أحداث رياضية أكبر في المستقبل، في ظل الدعم الرسمي الكبير الذي تحظى به الرياضة من القيادة البحرينية.

ويوفر الحدث منصةً لتطوير المواهب الوطنية، وتعزيز برامج الشباب الرياضية، وزيادة الوعي بالممارسات الرياضية بين الفئات العمرية المبكرة، كما يساهم في تعزيز الدبلوماسية الرياضية وبناء علاقات مع الاتحادات الآسيوية.

وتقام دورة الألعاب الآسيوية للشباب كل أربع سنوات، وهي دورة متعددة الرياضات تُنظم تحت إشراف المجلس الأولمبي الآسيوي، وتُعد ثاني أكبر حدث رياضي قاري بعد دورة الألعاب الآسيوية العادية.

ووفق اللجنة الفنية للدورة، فإن المنافسات ستقام للفئة العمرية من 14 إلى 18 عاماً، وهي مؤهِّلة لدورة الألعاب الأولمبية للشباب المقرر إقامتها في داكار بالسنغال العام المقبل.