وزراء خارجية دول الخليج ينسّقون لبناء موقف موحد في نيويورك

وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم التنسيقي في مقر الكويت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 80 في نيويورك (واس)

قطر: تعاون بلدان المجلس العسكري ركيزة للاستقرار… وترحيب خليجي بموجة الاعتراف العالمي بدولة فلسطين

عواصم – وكالات: أفاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، بأن وزراء خارجية دول المجلس بحثوا العلاقات الستراتيجية بين دول الخليج والتكتلات العالمية، وعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون ليل أول من امس، اجتماعاً تنسيقياً على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 80 في نيويورك؛ يهدف لتنسيق جهود دول المجلس تجاه العديد من الملفات الإقليمية والدولية خلال انعقاد أعمال الاجتماعات.

وبحسب بيان الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، قال البديوي إنه جرى بحث الاجتماعات الوزارية الخليجية المشتركة وتبادل وجهات النظر بشأن المواضيع المتعلقة بالعلاقات الستراتيجية والحوار بين دول مجلس التعاون والدول والتكتلات العالمية، وشهد الاجتماع أيضاً استعراض المستجدات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفق ما ذكر البديوي، وعقد الاجتماع برئاسة وزير خارجية الكويت رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري عبد الله اليحيا، وحضور وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون في مقر المندوبية الدائمة لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، وجاء الاجتماع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التي ستنطلق اليوم الثلاثاء في دورتها الثمانين.

على صعيد متصل، ووسط ترحيب خليجي بموجة الاعتراف العالمي بدولة فلسطين، رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي بالخطوة، معتبراً أنها تمثل تطوراً تاريخياً مهماً نحو تحقيق العدالة الدولية، مؤكدا أن الاعتراف يعكس التزام هذه الدول بالقيم الإنسانية والعدالة الدولية، مشيراً إلى أنه يعيد الاعتبار لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ويسهم في تعزيز الجهود الدولية لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، معتبرا أن الاعتراف يمنح الفلسطينيين دفعة جديدة نحو حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، داعيا الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى أن تحذو حذو بريطانيا وكندا وأستراليا والعمل على تسريع خطوات دعم حل الدولتين بوصفه “الخيار الوحيد” الكفيل بإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

ورحبت السعودية وقطر والبحرين وعُمان والكويت بقرار الدول الاعتراف بدولة فلسطين، واصفة في بيانات منفصلة الخطوة بأنها تطور مهم يعزز المساعي الدولية لإرساء حل الدولتين وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ورأت السعودية أن الاعتراف يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني بالعيش في سلام على أرضه، فيما أكدت قطر أن الاعترافات تساهم في تعزيز فرص تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، واعتبرت البحرين موجة الاعترافات بادرة مهمة لدفع الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى تحقيق حل الدولتين، وقالت سلطنة عُمان إن الموقف الجديد يمثل دعماً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في غضون ذلك، أكد السفير القطري لدى السعودية بندر العطية، أن التعاون العسكري والأمني الذي يربط بلاده مع دول مجلس التعاون الخليجي يمثل حجر الأساس في ترسيخ استقرار المنطقة، مشيرا إلى أن مجلس التنسيق السعودي – القطري حقق إنجازات ملموسة في مجالات السياسة والأمن والدفاع، قائلا إن تبادل الرؤى في إطار المجلس أسهم في بلورة مواقف موحدة لمواجهة التحديات الأمنية وتعزيز التعاون العسكري والأمني بين الرياض والدوحة، لافتاً إلى أن الاجتماعات الدورية للجنة التنفيذية للمجلس تشكل منصة حيوية لمناقشة المخاطر المستجدة ووضع آليات تعاون مشترك، مشيرا إلى أن التعاون العسكري بين قطر والسعودية يشمل تبادل المعلومات والخبرات والتدريبات المشتركة، إضافة إلى برامج الابتعاث في الكليات العسكرية، واتفاقات أمنية موقعة بين البلدين.

وأشاد الديبلوماسي القطري بتضامن السعودية مع الدوحة عقب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف وفد التفاوض من حركة “حماس”، مؤكدا أن مشاركة المملكة في القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في الدوحة تجسد عمق العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك للتصدي للعدوان الإسرائيلي، مشددا على أهمية وحدة الصف الخليجي وبناء منظومة دفاعية مشتركة تعزز القدرات العسكرية لدول المجلس، إلى جانب بلورة رؤية سياسية موحدة تحفظ مصالحها إقليمياً ودولياً، مؤكدا فيما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على الدوحة، أن بلاده متمسكة بدورها كوسيط لتحقيق السلام العادل ولن تثنيها محاولات الترهيب عن مواصلة هذا النهج، مشيراً إلى أن لقاء رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن مع كبار المسؤولين الأميركيين عكس تقدير واشنطن لجهود الدوحة بصفتها حليفاً ستراتيجياً وفاعلاً في الوساطة الإقليمية.