'بيتشات' يدخل سباق البدائل الآمنة لـ'واتساب'!

• مؤسس “تويتر” يعود بتطبيق مراسلة بلا إنترنت عبر “البلوتوث”

أطلق مؤسس “تويتر” والرئيس التنفيذي السابق لشركة “بلوك”، جاك دورسي، تطبيق مراسلة جديداً يحمل اسم “بيتشات – BitChat”، يتيح التواصل بين المستخدمين دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت، معتمداً على تقنية Bluetooth mesh، في خطوة وصفها مراقبون بأنها قد تُحدث ثورة في مفهوم المراسلة الآمنة اللامركزية.

وبحسب تقرير نشره موقعProactive Investors ، فإن التطبيق الجديد تم إطلاقه بهدوء في 7 يوليو عبر نسخة تجريبية متوفرة لمستخدمي iOS وmacOS من خلال منصةTestFlight ، ويوفر التطبيق واجهة بسيطة تسمح للمستخدمين بالدردشة مباشرة مع الأجهزة القريبة، دون تسجيل حساب أو استخدام أي بيانات شخصية.

تشفير كامل وميزات خفية

ويعمل”بيتشات”، وفقاً لما نشره أيضاً موقعThe Verge ، بتقنية التشفير من طرف إلى طرف، كما يوفر ميزات خصوصية متقدمة، منها “وضع الطوارئ ” (Panic Mode)، وإمكانية إرسال رسائل مزيفة لإرباك المتطفلين، وغرف محادثة محمية بكلمات مرور.

وأوضح التقرير أن التطبيق لا يحتاج لوجود شبكات خلوية أو Wi-Fi، بل يكتفي باتصال البلوتوث بين المستخدمين، ما يجعله مثالياً في حالات الكوارث أو المظاهرات أو في المناطق المحرومة من الاتصال الرقمي.

مشروع شخصي

ووفقاً لتقرير نشره موقع Business Insider، طوّر دورسي التطبيق خلال عطلة نهاية الأسبوع، مستعيناً بمساعد ذكاء اصطناعي يُدعى “Goose”، ضمن ما وصفه بـ”البرمجة بالإحساس”، وقد أتاح الكود المصدري للتطبيق لاحقاً عبر GitHub بهدف تعزيز الشفافية وإشراك المطورين.

كما أشار موقع Lifewire إلى أن التطبيق لا يجمع أي بيانات عن الموقع أو الهوية، ولا يحتاج لإذن الوصول إلى جهات الاتصال، ما يعزز ثقة المستخدمين المهتمين بالخصوصية الرقمية.

خطط مستقبلية

ويخطط دورسي لتوسيع دعم التطبيق ليشمل نظام “أندرويد”، إلى جانب إدماج تقنيات Wi-Fi Direct في مراحل لاحقة، لتقوية نطاق الاتصال بين الأجهزة دون الاعتماد على أي شبكة مركزية.

بديل لتطبيقات المراسلة اللا مركزية

وبحسب تقييمات معمقة وتقارير من مواقع تقنية موثوقة، فإن هناك تطبيقات قد ينافسها “بيتشات”، وبخاصة في فئة تطبيقات المراسلة اللا مركزية التي تعمل دون إنترنت، من أبرزها 1Briar، وهو تطبيق مفتوح المصدر ومتعدد المنصات يدعم التواصل عبر البلوتوث أو شبكة Wi‑Fi أو عبر الإنترنت عبر Tor أو حتى باستخدام USB ، بالإضافة إلى Bridgefy وFireChat ومنصات مثل Zentalk (Zentanode).

منافسة غير مباشرة مع واتساب

ووفقاً لخبراء، فإن هناك احتمالات أن ينافس تطبيق”بيتشات” تطبيقات عملاقة مثل واتساب، لكن المنافسة ليست مباشرة في كل الجوانب، بل في سيناريوهات محددة، تشمل حالات انقطاع الإنترنت أو الرقابة، وكذلك في البيئات التي تتطلب خصوصية مطلقة ولا مركزية.

في المقابل، لا يستطيع “بيتشات” منافسة واتساب حالياً في المحادثات اليومية عبر الإنترنت السريع، إذ يقدم واتساب تجربة مستخدم متكاملة تشمل مكالمات فيديو، محادثات جماعية، مشاركة ملفات ضخمة، ومزامنة سحابية، وهي ميزات لا يدعمها “بيتشات” حالياً.

كما لا يستطيع منافسته في البنية التحتية والانتشار، لأن لدى واتساب أكثر من 2 مليار مستخدم نشط شهرياً، بينما “بيتشات” لا يزال في مرحلته التجريبية المبكرة، ويعتمد على كثافة مستخدمين في منطقة واحدة كي يعمل بكفاءة.

خلاصة: “بيتشات” لن “يهزم” واتساب في الاستخدام اليومي، لكنه يمثل بديلاً قوياً له في حالات استثنائية، مثل الأزمات، لذا فالمنافسة ليست على السوق الجماهيري الكامل، بل على “سوق حرية التواصل”.